قال الإمام أحمد الطيب شيخ الأزهر، خلال كلمته اليوم السبت في احتفالية ليلة القدر بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، إن الله تعالى وصف القرآن بأنه: “الكتابُ الحكيم”، وأنه: “الكتابُ المبين”، وأنه: “الحقُّ”، وأنه: “تبيانٌ لكلِّ شيء”، وأنه: “هُدًى ورحمة”، وأنه: “لا ريبَ فيه”، وأنه: الكتاب الذي: “لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ”، أنزله الله “بالحقِّ والميزان ليَحكُمَ بين النَّاس”.
وأكد شيخ الأزهر أن الأحداث القاسية التي نعيشها تثبت -دون أدنى ريب- أن الإنسانية لم تكن في عصر من عصورها بحاجة إلى هدي القرآن الكريم، فقد أصبح واضحًا أن عالمنا المعاصر فقد القيادة الرشيدة الحكيمة، وراح يخبط خبطًا عشوائيًا، بلا عقل ولا حكمة ولا قانون دولي، وبات يندفع -بلا كوابح- نحو هاوية لا يعرف التاريخ لها مثيلا من قبل.
وتحدث شيخ الأزهر عن عقود من علاقات الحوار الحضاري بين الأمم والشعوب، وأنه من المؤسف أننا استبدلنا بها -وعلى نحو متسارع غريب- علاقات الصدام والصراع، وسرعان ما تحول هذا الوضع البائس إلى علاقات صراع مسلح تطور أخيرًا إلى صورة بالغة الغرابة والشذوذ في تاريخ الحروب والصراعات المسلحة.
واستنكر شيخ الأزهر ما قال إنَّ الأدهى من ذلك والأشد مرارة وهو تدخل القوى الكبرى شريكًا داعمًا بمالها الوفير وأسلحتها الفتاكة لقوة غاشمة، وهي تعلم علم اليقين أنها ستسحق به الضعفاء والمستضعفين من الرجال والنساء والأطفال والمرضى، وتجيعهم وتحيطهم بضغوط لا قبل لهم بها، حتى إذا ما خرجوا من ديارهم وأموالهم، وهاموا على وجوههم في الطرقات صبوا فوق رؤوسهم من عذاب الجحيم ما سيكتبه التاريخ دمًا ودموعًا في أسود صفحاته وأحلكها ظلما وظلاما.