ليس كل ما يعلن دائما هو الحقيقة خصوصا في عالم السياسة، وهو ما يتجلى بشكل كامل في ما تقوم به مؤسسة سينما من أجل السلام وهي مؤسسة عالمية شهيرة ذاع صيتها خلال الشهور الماضية خصوصا بادعائها دعم السلام والحقوق الحريات، لكن هناك ما اشتهرت به أكثر هو إعلان تحديها للفلسطينيين ودعمها للاحتلال الاسرائيلي وحربه الشرسة على غزة .
سينيما من أجل السلام والمعروف عنها وما تعلنه عن نفسها انها منظمة غير ربحية مقرها في برلين، وتدعي في خطابها الرسمي أنها تدعم المشاريع السينمائية التي تتناول القضايا الإنسانية والبيئية حول العالم، لكنها في الحقيقة سخرت كل أنشطتها وأدواتها لخدمة الصهيونية.
ففي شهر فبراير الماضي استضافت المؤسسة الألمانية وزيرة الخارجية الأميركية السابقة هيلاري كلينتون، للحديث عن “الحرّيات” و”الديمقراطية”، ولتكريمها عن “عملها في الدفاع عن السلام والديمقراطية في جميع أنحاء العالَم، أوّلاً كسياسية منذ عقود من الزمن، والآن من خلال شركة تمتلكها للإنتاج السينمائي ‘هيدن لايت’، أسستها بالتعاون مع ابنتها تشيلسي”، حسب ما جاء على الموقع الإلكتروني للمؤسَّسة.
وخلال المؤتمر الذي أقامته المؤسسة عرضت فيلما وثائقيا أنتجته شركة كلينتون عام 2023،حينها استغلّت الوزيرة الامريكية تكريمها ومقابلتها في هذه المنصّة لتُكرّر الدعاية الإسرائيلية بأنّ هجمات السابع أكتوبر كانت “أكبر اعتداء على اليهود بعد الهولوكوست”، وأنّ “لإسرائيل الحقّ في الدفاع عن نفسها”، وأضافت إنّها “غير متفاجئة” من العدد الضخم لضحايا الحرب على غزّة، لأنّ “هذا من طبيعة الحروب”.
وهو الأمر الذي صدم عشرات النشطاء الذين قاطعوها وهاجموها ونددوا بهذه الكلمات التي اعتبروها هجوم على شعب بريء يستحق الدعم.
كما أصدرت المؤسسة أيضا بيانًا أدانت فيه حركة حماس اعتبرتها خلاله منظمة إرهابية و اتهمتها بتعزيز شرعيتها من خلال الإرهاب والكراهية ضد إسرائيل واليهود.
على الجانب الآخر منحت مؤسسة السينما من أجل السلام فيلم “غولدا” جائزة أفضل فيلم لهذا العام. حيث يعد هذا الفيلم بمثابة دعاية إسرائيلية نموذجية يمجد إرث الزعيمة الصهيونية ورئيسة وزراء إسرائيل الرابعة غولدا مئير وتعتبر أنها نموذجا قياديا ناجحا وملهما.
كل هذه المواقف وغيرها تثبت أن مؤسسة السينما من أجل السلام تسعى لهدف واحد هو شيطنة فلسطين وتمجيد إسرائيل والدفاع عنها بكل السبل.
كما أطلقت مؤسسة السينما من أجل السلام ما يطلق عليها “محكمة مواطني العالم”، بهدف معاقبة جرائم الإبادة الجماعية، ومن المعروف أن ما تقوم به اسرائيل بحق الفلسطينيين الآن بمثابة إبادة جماعية.
لكن حتى الآن لم تفعل المحكمة شيئًا لمحاسبة إسرائيل على جرائمها بل على العكس تماما تسعى لمحاكمة قادة حماس وعدد من القادة الفلسطينيين في محاولة لتصوير الضحية على أنه الجلاد، لتصبح مؤسسة سينما من أجل السلام أداة لحماية اسرائيل سياسيا ومجتمعيا وشعبيا والمساعدة في الابادة المتعمدة للفلسطينيين الابرياء ووقف أي محاولات لدعمهم وحمايتهم.