اختص السفير طارق الوسيمى، مساعد وزير الخارجية الأسبق، الـ «الاتجاه»، بمقال تحدث فيه عن التطورات المتلاحقة في الشرق الأوسط، والتصعيد المتزايد بين الاحتلال الإسرائيلي والولايات المتحدة من جانب والدول الإقليمية من جانب آخر.
وإلى نص المقال
«تعقيبا على تصريحات الجنرال الأمريكي السابق دوغلاس ماكربجور مؤخرا، والذي يشغل منصب كبير كمستشار عسكري للرئيس ترامب و حديثه بيقين عن حرب قادمة ليست في أوكرانيا، بل في الشرق الأوسط، و تأكيده على أن على الولايات المتحدة وشعبها التحرك سريعاً لإيقاف هذه الكارثة قبل وقوعها، تلك التصريحات ومجيئها من شخصية عامة كمستشار عسكري لتراقب ليست الا محاولة ضمن محاولات الولايات المتحدة لبث الخوف و الرهبة في العالم العربي وخاصة مصر من الدوله الاسرائيليه ً و لاعبيه الأمر من الدولة الأميركية العظمى، كشريان في الحرب المزعومة على مصر، والاستباق لتقديم الحلول لتهجير الفلسطينيين بل و قبول التهجير.
لقد تغاضى الجانب الامريكي عن عدة بنود
أولا: قوة الجيش المصري و تنوع أسلحته مقارنة بالجيش الإسرائيلي الأمريكي الصنع قليل التنوع بين بعض المصادر الأوروبية.
ثانيا: التفاف الشعب المصري وبقوة حول الرئاسة المصرية في قراراتها وتوحد الشعب مع الجيش المصري في أي تحرك لردع أي تهديد للأمن القومي المصري .
ثالثا: عدم توقع وًقول حليفي مصر الاستراتيجي الصين وروسيا بل ستمتد مواقفهما لوقف أي تهديد للدولة المصرية انطلاقا من الحفاظ على مصالحهما الاستراتيجية بمصر والمنطقة بأكملها خاصة وأن الحليف الروسي قواعده العسكرية نقلت ليس بعيدا بل لغرب مصر بليبيا.
رابعا؛ تناسي ان اللعبة و التفوق الآن في تفكير و قلب الإداره الأمريكية هو تفوق اقتصادي أن يتعدد بإشعال حروب تخرج عن نطاق السيطرة و تجر العالم لحرب عالمية ثالثة .
خامسا سيظل التنافس بقدم وساق للجانب الأمريكي في أخذ مواقع نفوذ أكثر من الصين وروسيا نستخدمه سلاح المصالح الاقتصادية وليس سفك الدماء والحروب كما سيجعلها في لحظه محددة تميل جماح حليفها الاسرائيلي و يكفيه امتداده حتى الآن في سوريا و بسط نفوذه في الجنوب اللبناني مع اندثار للدور الايراني بعد سلسلة للاغتيالات في عقر دارها التي طالت قادة حماس وربما الرئيس الايراني السابق و اكتفاء إسرائيل بذاك دون التمدد غربا لمصر .
سادسا اذا ما اندلعت أي حروب أو معارك قد تتطور لحرب لا يحمد عقباها فستكون في المحيط الهادي مع الصين وربما روسيا ينضم إليها كوريا الشمالية بشرارة من الحرص على مناطق النفوذ باستخدام حرب الغواصات أو حرب الفضاء الذي تلاشي الحديث عنه لكنه مازال يسير ببون في من سيكون له الغلبة و المحيطات و في الفضاء باستخدام الغواصات والصواريخ متعددة المهام كما سبق و لنواب العالم القذف الأسرع من الضوء الروسي الأراضي الاوكرانية .
سابعا: عوده محاولات التهجير فنحن أمام شعب فلسطيني لم يتخل عن أرضه او قضيته من النكبة التي لن يسمح بتكرارها فلا عوده حدثت او ستحدث اذا تم ايهام الشعب الفلسطيني بأنه خروج مؤقت لحين عودة الحياة بتسهيل الهجرة الطوعية لدول أخرى بين قارات العالم .
فهل نحن على أعتاب حرب إقليمية كبرى؟
هل قد تتطور لحرب عالمية ثالثة؟ الإجابة نعم، و لكن ليس في الشرق الاوسط وإنما في تقديري في المحيط الهادي وخلال الأجيال القادمة و ايضا ليس في جيل الرئيس ترامب الذي يسعى إلى التفوق الاقتصادي وزيادة خزينة الإدارة الأمريكية من الترليونات من الدولار وهو ما لن يتحقق بالحرب بل بالسلام ذو القوة الاقتصادية.