أكدت دار الإفتاء المصرية أن التشكيك في فضل ليلة النصف من شعبان غير مُسلَّم به، إذ ورد في فضلها أحاديث وآثار صحيحة وضعيفة تتقوّى بمجموعها، وهو ما استقر عليه قول جماهير العلماء سلفًا وخلفًا.
أدلة فضل ليلة النصف من شعبان
🔹 حديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها (رواه الترمذي وابن ماجه):
«إن الله تعالى ينزل ليلة النصف من شعبان إلى السماء الدنيا، فيغفر لأكثر من عدد شعر غنم كلب».
🔹 حديث عثمان بن أبي العاص رضي الله عنه (رواه البيهقي في “شعب الإيمان”):
«إذا كان ليلة النصف من شعبان نادى منادٍ: هل من مستغفر فأغفر له؟ هل من سائل فأعطيه؟ فلا يسأل أحد شيئًا إلا أُعطي، إلا زانية أو مشرك».
الرد على من يضعّف الأحاديث الواردة
1️⃣ تصحيح بعض العلماء للأحاديث الواردة
- ابن تيمية في اقتضاء الصراط المستقيم أكد أن الأحاديث والآثار تدل على تفضيلها.
- المباركفوري في تحفة الأحوذي قال: «هذه الأحاديث بمجموعها حجةٌ على من زعم أنه لم يثبت في فضيلة ليلة النصف من شعبان شيء».
2️⃣ تقوية الأحاديث الضعيفة بمجموع الطرق
- القاعدة الحديثية تقول: «الأحاديث الضعيفة تتقوى بمجموعها وتعدد طرقها».
- ابن الصلاح وغيره من العلماء قرروا جواز العمل بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال.
3️⃣ التساهل في الأسانيد عند الحديث عن الفضائل
- قال الإمام أحمد بن حنبل: «إذا روينا في الحلال والحرام تشددنا في الأسانيد، وإذا روينا في فضائل الأعمال تساهلنا».
الخلاصة
✅ فضل ليلة النصف من شعبان ثابت بالأدلة، ولا يجوز إنكار ذلك بسبب التشكيك في بعض الأسانيد.
✅ حتى مع وجود ضعف في بعض الأحاديث، فإنها تتدعم بمجموع الطرق، وهو رأي جمهور العلماء.
✅ العمل بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال جائز بالاتفاق، ما لم يكن شديد الضعف أو مخالفًا لأصل شرعي.
لذلك، لا عبرة بمن يشكك في فضل هذه الليلة، بل ينبغي تشجيع الناس على الإكثار من الطاعات فيها، بدلًا من صدّهم عنها.