وزيرة الهجرة وسفيرة أيرلندا بالقاهرة تبحثان التعاون في ملف رعاية الجاليات

استقبلت السفيرة سها جندي وزيرة الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج، السفيرة نولا أوبرين سفيرة أيرلندا بالقاهرة، لبحث الخطوات التي يمكن اتخاذها لمواجهة التحديات المشتركة والارتقاء بالعلاقات بين البلدين، وذلك في إطار تعزيز التعاون الثنائي المشترك بين مصر وأيرلندا .

واستهلت السفيرة سها جندي، اللقاء بالترحيب بسفيرة أيرلندا بالقاهرة، لافتة إلى أنها شغلت منصب سفير مصر في أيرلندا كأول سفير مصري سيدة لدى دبلن، منذ عام 2015 حتى عام 2019، مشيرة إلى أن العلاقات المصرية الأيرلندية متميزة وهناك العديد من الفرص التي من شأنها تعزيز هذا التعاون الثنائي المشترك في العديد من المجالات.

وتضمن اللقاء مناقشة جهود وزارة الهجرة لمكافحة الهجرة غير الشرعية ورعاية المصريين في الخارج في مختلف دول العالم، وأكدت الوزيرة على حرصها الدائم على التواصل مع المصريين في الخارج لمعرفة احتياجاتهم ورغباتهم والعمل على تلبيتها وفقًا لاستراتيجية وزارة الهجرة التي تولي أهمية كبيرة للتواصل مع المصريين بالخارج. وتم أيضًا الحديث عن برامج زيارات الشباب المصريين المقيمين بالخارج لمصر، وذلك لتعزيز روح الولاء والانتماء لوطنهم وتعريفهم بالحقائق والتحديات التي تواجه الدولة المصرية، وتم أيضًا ذكر منتدى لوجوس، وكذلك مبادرة “اتكلم عربي” التي تهدف إلى الحفاظ على الهوية الوطنية والثقافية المصرية لأبنائنا.

أوضحت السفيرة سها جندي أن مصر تولي اهتمامًا كبيرًا بالجاليات التي كانت تعيش على أرضها، وذلك بتنظيم العديد من المبادرات والفعاليات الهادفة إلى الاحتفاء بهذه الجاليات والحفاظ على تراثهم الثقافي والتاريخي، ومن بين هذه المبادرات، مبادرة “إحياء الجذور – نوستوس” التي تم تنظيمها بالتعاون مع الجانب اليوناني والقبرصي للاحتفاء بالجاليتين اليونانية والقبرصية، وأيضًا تم تنظيم فعالية مماثلة مع الجالية الأرمنية، وذلك لتعزيز الروابط الثقافية والتاريخية بين مصر وهذه الجاليات وللمساهمة في المحافظة على تراثهم وتعريف الأجيال الجديدة بتاريخهم وثقافتهم.

وأكدت أن المبادرة الرئاسية “مراكب النجاة” تمثل أحد أهم الملفات التي تعمل عليها وزارة الهجرة. تهدف المبادرة إلى التوعية بمخاطر ظاهرة الهجرة غير الشرعية وتعزيز الوعي بأنه لا يوجد ما هو أفضل من العمل الشرعي والمستقر في بلدنا العظيم، وتتمثل أيضًا الجهود في تحسين البنية التحتية في القرى المصدرة للهجرة غير الشرعية، وتطوير برامج التوعية والتثقيف التي يتم تنفيذها، وتوفير تدريب مهني للشباب في إطار المبادرتين الرئاسيتين “حياة كريمة” و”مراكب النجاة”.

وأشارت إلى جهود المركز المصري الألماني للهجرة والوظائف وإعادة الإدماج بالتعاون مع الوكالة الألمانية للتعاون الدولي GIZ، حيث يتم تدريب العمالة المصرية على المهن واحتياجات السوق الألماني أو المصري وتوفير فرص عمل في ألمانيا، وذلك في إطار خطة تأهيل وتدريب الشباب لإعدادهم لسوق العمل المحلي والدولي، وكذلك توفير البدائل الآمنة للشباب المصري.

أثناء اللقاء، تمت مناقشة العديد من المجالات التي يمكن التنسيق والتعاون فيها، بما في ذلك ملف تدريب العاملين في مجال التمريض وتوفير دورات تدريبية للممرضات والممرضين المصريين في الجامعات والمستشفيات في إيرلندا، سواء كان ذلك بالحضور الفعلي أو عن بعد، كما تم تسليط الضوء على إمكانية التعاون في توفير فرص عمل للصيادين المصريين المهرة في إيرلندا، وذلك وفقًا لاحتياجات السوق الأيرلندي.

وناقش اللقاء سبل تعزيز التعاون بين مصر وأيرلندا في مجالات الاستثمار الزراعي والطاقة النظيفة والمتجددة، وأشارت السفيرة سها جندي إلى وجود محاصيل زراعية جيدة في أيرلندا مما يمثل فرصة جيدة للاستثمار في المجال الزراعي بين البلدين .

وأعربت سفيرة أيرلندا بالقاهرة نولا أوبرين عن سعادتها باللقاء المثمر الذي يهدف إلى تعزيز التعاون المشترك، وأكدت على رغبة بلادها في تبادل الخبرات والتجارب المصرية في مجال مكافحة الهجرة غير الشرعية ورعاية المهاجرين. وأشارت إلى التوافق الثقافي الكبير بين الشخصية المصرية والشخصية الأيرلندية والذي انعكس على فنونهم وثقافتهم.

أعربت السفيرة نولا أوبرين عن سعادتها لتشغيل شركة مصر للطيران خط للرحلات المباشرة بين القاهرة ودبلن، حيث أشارت إلى أن هذا الخط سيكون نقطة تحول في العلاقات بين البلدين وخاصة في مجالات التجارة والاستثمار والسياحة، ومن المتوقع أن يسهم في تيسير حركة السفر لأعضاء الجالية المصرية، وأيضًا للجاليات العربية والإفريقية المقيمة في أيرلندا.

أكدت سفيرة أيرلندا بالقاهرة على متابعتها للجهود المبذولة في التواصل والدعم المقدم للطلاب والجالية المصرية المتواجدة في السودان، معبرة عن تقديرها للتحرك السريع الذي قامت به وزارة الهجرة في التواصل والاطمئنان على سلامتهم خلال هذه الأوضاع غير المستقرة.

أكدت السفيرة سها جندي، على أن المصريين في جميع أنحاء العالم يحظون بالأولوية القصوى للدولة المصرية، وأن وزارة الهجرة تعمل بجد لتنفيذ وتفعيل كافة الخدمات والرعاية الممكنة لهم وتلبية احتياجاتهم، ومنذ بدء الاضطرابات في السودان الشقيق، تم القيام بعدة إجراءات، بما في ذلك عقد لقاء افتراضي عبر الفيديوكونفرانس مع 100 طالب مصري في السودان وأولياء الأمور، وتنسيق مستمر مع الخارجية المصرية والسفارة المصرية والقنصلية بالسودان، وممثلي مركز وزارة الهجرة لحوار شباب المصريين بالخارج “ميدسي”، وأيضًا الجالية المصرية بشكل مباشر، بالإضافة إلى إطلاق استمارة تسجيل إلكترونية للتواصل المستمر مع الطلاب في السودان ومراقبة أوضاعهم وأي مستجدات قد تحدث في المستقبل، بالإضافة إلى تخصيص أرقام للتواصل مع السفارة المصرية في حالة الطوارئ.

في نهاية الاجتماع، تم التوصل إلى اتفاق للعمل معًا لتبادل الخبرات المصرية والأيرلندية في مجالات الهجرة ورعاية الجاليات، وفقًا لاستراتيجيات عمل الدولتين في هذا المجال.