:
في إطار تعزيز علاقاتها السياسية والدبلوماسية مع الاتحاد الأوروبي، وحرصًا منها على تطوير أطر التعاون مع شركائها الدوليين في ملفات إقليمية ودولية حساسة، أجرى الدكتور ماجد بن محمد الأنصاري، مستشار رئيس مجلس الوزراء والمتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية القطرية، لقاءً مهمًا في العاصمة البلجيكية بروكسل مع السيدة هيلين لوغال، المدير العام لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في هيئة العمل الخارجي للاتحاد الأوروبي.
قطر والاتحاد الأوروبي

هذا اللقاء، الذي يأتي في ظل تصاعد التوترات في المنطقة، عكس اهتمامًا مشتركًا بين الجانبين بمواصلة التنسيق السياسي وتعميق التعاون حول قضايا محورية في الشرق الأوسط، لا سيما الأوضاع في قطاع غزة، والأراضي الفلسطينية المحتلة، وسوريا، ولبنان، واليمن. كما شمل اللقاء مناقشة تطورات المشهد الدولي، وعلى رأسها الأزمة الروسية الأوكرانية، وكذلك المفاوضات غير المباشرة بين الولايات المتحدة والجمهورية الإسلامية الإيرانية.
في مستهل الاجتماع، أكد الدكتور الأنصاري على أهمية العلاقات الاستراتيجية بين دولة قطر والاتحاد الأوروبي، مشيرًا إلى حرص الدوحة على تطوير قنوات الاتصال والتعاون في مختلف المجالات، خاصة ما يتعلق بالسياسة الخارجية، ودور الوساطة، وحل النزاعات بالطرق السلمية. كما استعرض رؤية قطر القائمة على احترام القانون الدولي، وتعزيز الاستقرار الإقليمي والدولي من خلال الحوار والشراكات متعددة الأطراف.
من جانبها، ثمّنت هيلين لوغال الدور الفاعل الذي تضطلع به دولة قطر في منطقة الشرق الأوسط، خصوصًا فيما يتعلق بمساعيها الحثيثة لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، بالتعاون مع الشركاء الدوليين، وفي مقدمتهم الولايات المتحدة ومصر. وقد أعربت عن تقدير الاتحاد الأوروبي للجهود القطرية المستمرة من أجل التوصل إلى تسوية شاملة ومستدامة للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وإحلال الأمن والسلام في المنطقة.
وأكد الجانبان خلال النقاش أهمية مضاعفة الجهود الدبلوماسية في ظل تصاعد الأزمات الإنسانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، واستمرار العدوان العسكري على المدنيين، وغياب أفق سياسي حقيقي لإنهاء الاحتلال. كما تم التطرق إلى الأزمة السورية، حيث أبدى الطرفان قلقهما من استمرار الجمود في مسار الحل السياسي، وتفاقم الوضع الإنساني في ظل غياب أي تقدم يُذكر على مستوى تنفيذ قرار مجلس الأمن 2254.
وتطرق اللقاء كذلك إلى تطورات الوضع في لبنان واليمن. وأكد الدكتور الأنصاري أن قطر تواصل دعمها الكامل لكافة الجهود الرامية إلى استقرار لبنان، مشيرًا إلى ضرورة التوافق السياسي الداخلي، وتفعيل المؤسسات الدستورية من أجل الخروج من الأزمة الراهنة. كما أعاد التأكيد على دعم دولة قطر للمبادرات الأممية والدولية الهادفة إلى إنهاء الحرب في اليمن، وتحقيق مصالحة شاملة تحترم وحدة وسيادة البلاد.
أما فيما يخص الأزمة الروسية الأوكرانية، فقد ناقش الجانبان التداعيات المستمرة للحرب، خاصة فيما يتعلق بأمن الطاقة والأمن الغذائي العالمي، وأهمية تحييد المدنيين والمرافق الحيوية عن الصراع العسكري. وأكد الأنصاري مجددًا موقف قطر الداعي إلى احترام سيادة الدول، وحل النزاعات عبر الحوار، والامتناع عن استخدام القوة أو التهديد بها.
وفي سياق متصل، جرت مناقشة مستجدات المحادثات الجارية بين واشنطن وطهران بشأن البرنامج النووي الإيراني، والجهود الرامية إلى نزع فتيل التوتر بين الطرفين. وأكد الدكتور الأنصاري أن قطر تدعم العودة إلى الاتفاق النووي بما يضمن السلم الإقليمي، ويعيد دمج إيران في المجتمع الدولي ضمن إطار التزامات واضحة ومتبادلة.
ويأتي هذا اللقاء في وقت تلعب فيه قطر دورًا دبلوماسيًا متصاعدًا على الساحة الدولية، كمحاور موثوق يتمتع بعلاقات جيدة مع أطراف متعددة، وقدرة فريدة على الجمع بين الخصوم على طاولة الحوار، وهو ما تعزز بفضل السياسة الخارجية القطرية القائمة على الحياد الإيجابي والانخراط البناء.
في ختام الاجتماع، اتفق الجانبان على استمرار التنسيق بشأن ملفات المنطقة، وعلى أهمية تبادل الرؤى والدفع بالحلول السياسية المستدامة التي تحقق الأمن والاستقرار لشعوب المنطقة.
إن تحركات قطر الخارجية، كما يتجلى في لقاءات من هذا النوع، تعكس إدراكًا عميقًا بأن التحديات الإقليمية تتطلب جهودًا جماعية، ورؤى استراتيجية، وإرادة سياسية صادقة من أجل بناء شرق أوسط أكثر استقرارًا وسلامًا.
هذا اللقاء، الذي يأتي في ظل تصاعد التوترات في المنطقة، عكس اهتمامًا مشتركًا بين الجانبين بمواصلة التنسيق السياسي وتعميق التعاون حول قضايا محورية في الشرق الأوسط، لا سيما الأوضاع في قطاع غزة، والأراضي الفلسطينية المحتلة، وسوريا، ولبنان، واليمن. كما شمل اللقاء مناقشة تطورات المشهد الدولي، وعلى رأسها الأزمة الروسية الأوكرانية، وكذلك المفاوضات غير المباشرة بين الولايات المتحدة والجمهورية الإسلامية الإيرانية.