أكدت دار الإفتاء المصرية أن الزلازل وغيرها من الكوارث الطبيعية ليست بالضرورة دليلًا على غضب الله تعالى أو عقابه لأهل بلد معين بسبب معاصيهم، موضحة أن البلاء قد يُصيب الصالحين كما يُصيب العصاة، وهو في حق المؤمنين رفعة ورحمة ووسيلة لنيل الأجر والثواب.
الزلازل ليست دليلًا على غضب إلهي

وأوضحت الدار في بيان لها، أن ما يحدث من زلازل في بعض المناطق هو من آيات الله تعالى في الكون، ودليل على قدرته، مستشهدة بقوله عز وجل: ﴿إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا﴾ [الزلزلة: 1]، مشيرة إلى أن الزلازل ظواهر كونية تقع بقدر الله، ولا يصح ربطها مباشرة بذنوب الناس أو استحقاقهم للعقوبة.
وأشارت دار الإفتاء إلى أن الواجب على المسلم عند حدوث الزلازل أن يتضرع إلى الله بالدعاء، ويكثر من الاستغفار وفعل الخيرات، استجابةً لنداء الإيمان، مشددة على أن الابتلاءات تأتي لتمحيص القلوب، وقد تكون تكريمًا للشهداء كما ورد في حديث النبي ﷺ: «الشهداء خمسة: المطعون، والمبطون، والغرق، وصاحب الهدم، والشهيد في سبيل الله» (متفق عليه).
وأكدت الدار أن الزلازل قد تكون تخويفًا وإنذارًا للعصاة، لكنها في المقابل رحمة للصالحين، وسببًا في رفع درجاتهم، ودعت إلى عدم الانسياق وراء تفسيرات سطحية تُرجع كل كارثة طبيعية إلى العقاب الإلهي، دون فهم شامل لحكمة الابتلاءات التي قد تحمل الخير في باطنها.
واختتمت دار الإفتاء بيانها بالتأكيد على ضرورة اللجوء إلى الله تعالى في وقت الشدائد، والتمسك بأعمال البر، وصلة الرحم، والصدقات، والذكر، موضحة أن هذه الأعمال تقرب العبد من ربه وتكون سببًا في دفع البلاء، كما جاء في حديث النبي ﷺ: «إن صدقة السر تطفئ غضب الرب، وصنائع المعروف تقي مصارع السوء».