في عالمنا المعاصر، تعدّ متلازمة الكرسي من المشاكل الصحية التي يواجهها الأفراد بسبب قلة الحركة، حذّر الدكتور جمال شعبان، أستاذ القلب وعميد معهد القلب الأسبق، من تأثيرات هذه المشكلة وشجّع على أهمية ممارسة الحركة بانتظام، حيث تمثل الحركة نقطة تحول حاسمة في صحة الإنسان.
في حديثه مع الإعلامية إيمان أبوطالب في برنامج “بالخط العريض” على قناة “الحياة”، أوضح الدكتور شعبان أن الحركة ليست مجرد ظاهرة بشرية، بل هي قاعدة أساسية في قوانين الكون، فالشمس والقمر والأفلاك السماوية تدور جميعها، متبعة قوانين معينة، استنادًا إلى قول الله تعالى “كُلّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ”، وهو دليل على أن الحركة جزء أصيل من الحياة نفسها.
وفي سياق آخر، أشار الدكتور شعبان إلى أن الخالق العليم أوصى بالحركة في القرآن الكريم، مما يجعلها مبدأً مهمًا في حياة المسلمين، ففي القرآن الكريم، نجد أمثلة كثيرة على تحثّ الناس على الحركة والسعي في سبيل العمل الصالح، كما يقول الله تعالى في القرآن الكريم: “وامشوا في مناكبها” و”سيروا في الأرض”. إن هذه الآيات تحثّ الناس على الحركة والتنقل والبحث عن فوائد الحياة.
بالإضافة إلى الأسباب الدينية والروحية، هناك العديد من الفوائد الصحية المرتبطة بالحركة والتي تمنحنا حياة أفضل وأكثر توازنًا، وفي هذا السياق، أوضح الدكتور شعبان على أن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم أوصى بكثرة الخطوات على الأقدام أثناء التنقل إلى المساجد، وقد أشار إلى أن هذه الخطوات البسيطة ليست مجرد وسيلة للتنقل، بل إنها تساهم في تحسين حالتنا الصحية بشكل عام. فالمشي يعزز القلب ويعدل ضغط الدم، ويقلل من مستويات الكوليسترول الضار في الجسم، ويعزز إفراز الهرمونات التي تحسن مزاجنا وتعزز السعادة.
شدّد الدكتور شعبان على أن الإنسان يجد قمة السعادة عندما يتحلى بالعطاء والعمل الخيري، فالمساهمة في سعادة الآخرين يمنحنا شعورًا فريدًا بالسعادة والرضا الداخلي، ومن أبسط الطرق التي يمكننا من خلالها المشاركة في العطاء هو بابتسامتنا، فالإبتسامة التي نمنحها لشخص آخر تكون عملاً صدقة يفيد الجميع، فتكون بمثابة تواصل إنساني ينعش الروح ويعزز العلاقالإنسانية بين الناس.