نشأت الفنانة الكبيرة هدى سلطان في مدينة طنطا، حيث عاشت طفولتها وصباها، محتفظة بالكثير من الذكريات التي كانت ترويها في حواراتها الصحفية. ومن بين هذه الذكريات، موقف طريف في شهر رمضان المبارك، روته لمجلة الكواكب عام 1958.
كانت الأسر الثرية في طنطا تقيم موائد عامرة في رمضان، يستضيفون خلالها كبار المشايخ والمقرئين، إلا أن أحد كبار الأثرياء عُرف ببخله الشديد، فكان يغلق أبواب قصره متذرعًا بالمرض للهروب من إقامة أي مأدبة.
وقررت هدى سلطان مع صديقاتها تدبير مقلب لهذا الثرى، فنشرن شائعة في البلدة بأنه قرر إقامة مأدبة كبرى يدعو فيها الجميع، وأن الشيخ محمد رفعت سيحيي الليلة بتلاوة القرآن. وفي اليوم المحدد، تجمهر الناس أمام القصر، مما أصاب الثرى بالرعب، فاستدعى الشرطة خوفًا من اقتحام قصره.
وبعد التحري، اكتشفت الشرطة أن الأمر مجرد شائعة، فأبلغوا الأهالي بعدم وجود وليمة أو دعوة للشيخ رفعت، مما أثار استياء الجميع. وفي النهاية، اضطر الثرى البخيل إلى إقامة مأدبة حقيقية، ودعا الشيخ رفعت لإحياء الليلة في الأسبوع التالي، لكنه لم يتمكن أبدًا من معرفة مصدر الشائعة التي أجبرته على الكرم!