أشار الإعلامي أسامة كمال إلى التغيرات السريعة والمرعبة التي يشهدها العالم في مجال التكنولوجيا، مشددًا على أن وتيرة التطور التكنولوجي في الوقت الحالي قد فاقت ما كان عليه الأمر في السابق، وأكد كمال خلال تقديمه لحلقة من “بودكاست مع أسامة كمال”، عبر صفحته الرسمية، أن مقولة “الحاجة أم الاختراع” لم تعد قائمة كما كانت في السابق، بل أصبح الاختراع هو المحرك الرئيسي لاحتياجات المواطنين.
وأوضح كمال أن العلاقة بين التكنولوجيا واحتياجات المواطنين قد تغيرت بشكل كبير، حيث كانت الشركات في الماضي تركز على تلبية احتياجات المواطنين من خلال تطوير التكنولوجيا، أما الآن، فقد أصبحت الشركات هي من تحدد احتياجات المواطنين من خلال ابتكار تقنيات جديدة تدفعهم إلى استخدامها، مما يعكس تحولًا جذريًا في كيفية استهلاك التكنولوجيا.
وتطرق كمال أيضًا إلى قضية المراقبة في العالم الحر، مؤكدًا أن التطور التكنولوجي الهائل قد جعل من المراقبة أمرًا شبه يومي في حياة المواطنين، وأشار إلى أن هناك دولًا أصبحت تزرع كاميرات مراقبة في كل مكان، مما يتيح للمؤسسات الحكومية والخاصة تتبع تحركات الأفراد بشكل دقيق، وأعرب عن قلقه من أن هذا التطور قد يفوق ما تخيله الكاتب الروائي جورج أورويل في روايته الشهيرة عن الشيوعية، حيث أصبح الأفراد تحت رقابة مستمرة، تكشف كل تفاصيل حياتهم.
وأعرب أسامة كمال عن دهشته من السرعة التي يتطور بها قطاع التكنولوجيا، مشيرًا إلى أن هذا التطور السريع قد خلق حالة من الذهول بين الناس، فالتكنولوجيا لم تعد فقط وسيلة لتسهيل الحياة، بل أصبحت أداة قوية يمكن استخدامها لأغراض متعددة، بعضها يثير القلق بشأن خصوصية الأفراد وحرياتهم.
في ختام حديثه، دعا أسامة كمال إلى ضرورة التعامل بحذر مع التطورات التكنولوجية، مشيرًا إلى أن هذه التغيرات السريعة تحمل في طياتها فرصًا كبيرة لتحسين الحياة اليومية، لكنها في الوقت نفسه تطرح تحديات جديدة تتعلق بالخصوصية والأمان، وخلص إلى أن العالم يحتاج إلى إيجاد توازن بين الاستفادة من التكنولوجيا الحديثة وحماية حقوق الأفراد في الخصوصية.