قال السفير مصطفى الشربيني، الخبير الدولي في الاستدامة وتقييم مخاطر المناخ والمراقب باتفاقية باريس للتغير المناخي وعضو مفوضية المجتمع المدني بمنظمة الصحة العالمية بالأمم المتحدة، إن شهر مايو 2024 شهد تسجيل أرقام قياسية لدرجات حرارة الهواء السطحي ودرجة حرارة سطح البحر، وكان أكثر دفئًا عالميًا من أي مايو سابق في سجل البيانات.
وأوضح الشربيني أن متوسط درجة حرارة الهواء السطحي بلغ 15.91 درجة مئوية، أي بزيادة قدرها 0.65 درجة مئوية عن متوسط النسب المسجلة في شهر مايو خلال الفترة من 1991 حتى 2020، و0.19 درجة مئوية فوق المستوى المرتفع السابق المسجل في مايو 2020. كما بلغ متوسط درجة حرارة سطح البحر اليومية في المحيط العالمي 60 درجة جنوبًا و60 درجة شمالًا لجميع فترات الـ12 شهرًا الممتدة من يونيو إلى مايو من العام التالي.
وأضاف السفير الشربيني، في تصريحات لوكالة أنباء الشرق الأوسط (أ ش أ)، أنه تم الاعتراف بالأمراض المرتبطة بالحرارة على أنها خطر مهني لعقود من الزمن، فعندما تتزايد حالات الحرارة الشديدة يتعرض عدد متزايد من العمال لظروف تسبب الإصابة والمرض والوفاة.
فعلى سبيل المثال، أثناء أحداث الحرارة الشديدة، يعاني العمال من أمراض مرتبطة بالحرارة بما في ذلك الإجهاد الحراري وضربة الشمس؛ الإصابات المهنية الناجمة عن التعرض للحرارة العالية مثل الحروق أو السقوط من الدوخة، وتفاقم الحالات الموجودة مسبقًا مثل الربو أو أمراض الكلى أو أمراض القلب. ولهذه العواقب الصحية أيضًا آثار اقتصادية، بما في ذلك فقدان إنتاجية العمال، وزيادة تكاليف الرعاية الصحية، والتهديدات التي يتعرض لها الاستقرار المالي للعمال من فقدان العمل. وتتزايد هذه المخاطر مع زيادة تواتر موجات الحر الناجمة عن تغير المناخ، وأطول أمدًا، وأكثر شدة، حيث تجلب أشهر الصيف القريبة حرارة أعلى من المتوسط.
وأوضح السفير الشربيني أنه وفقًا لبيانات منظمة الصحة العالمية، تعتبر زيادة درجة الحرارة خطرًا بيئيًا ومهنيًا كبيرًا، والإجهاد الحراري هو السبب الرئيسي للوفيات الناجمة عن سوء أحوال الطقس ويمكن أن يؤدي إلى تفاقم الاعتلالات الكامنة بما فيها أمراض القلب والأوعية الدموية وداء السكري والصحة النفسية والربو. كما يمكن أن يزيد خطورة التعرّض للحوادث وانتقال بعض الأمراض المعدية، وضربة الشمس هي حالة طبية طارئة تسبّب ارتفاعًا في معدل الوفيات الناجمة عنها، مشيرًا إلى أنه يتزايد بإطراد عدد المعرضين للحرارة الشديدة بسبب تغيّر المناخ في جميع أقاليم العالم، وقد زادت الوفيات الناجمة عن الحرارة بين من تزيد أعمارهم على 65 عامًا بنسبة 85% تقريبًا في الفترة الواقعة بين (2000 و2004) و(2017 و2021).