اختصت الكاتبة والإعلامية، ساندي حسنين، «الاتجاه» بمقالة تتحدث فيها عن صعوبات العمل الإنساني في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة جراء الأزمات الاقتصادية التي اجتاحت العالم بداية من أزمة كورونا مرورا بالحرب الروسية في أوكرانيا وصولا بالعدوان الإسرائيلي على غزة وما أعقبه من عرقلة جماعة الحوثي للملاحة في البحر الأحمر، وتراجع إيرادات قناة السويس، ما أدى إلى فرض تحديات كبرى على الاقتصاد المصري وتراجع سعر صرف الجنيه أمام الدولار.
وإلى نص المقالة:
في ظل الظروف الإقتصادية الصعبة التي تعيشها المجتمعات حول العالم تتزايد الضغوطات نتيجة لمجموعة من الأحداث العالمية المتزامنة.
تجسدت هذه التحديات في الحرب الروسية الأوكرانية وتفشي جائحة كوفيد-19 وأزمات البحر الأحمر بسبب مليشيا الحوثيين وتصاعد التوترات في مناطق عدة مثل غزة والسودان بالإضافة إلى التوتر الإقليمي بين إيران وإسرائيل وعرقلة إيران شاحنات النفط.
وعلى الرغم من هذه الظروف الصعبة فإن هناك نوعاً من التفاؤل يظهر من خلال تأسيس مبادرات إنسانية نوعية تهدف إلى دعم الناس المتأثرين بالأزمات الاقتصادية والاجتماعية وتتنوع هذه المبادرات بين دعم المحتاجين مادياً ومعنوياً وتحسين ظروفهم الحياتية.
وتتبنى القيادة المصرية دوراً فعالاً في تعزيز التضامن والتعاون المجتمعي من خلال تقديم الدعم والرعاية للمحتاجين والمشردين وتعمل الحكومة المصرية بنشاط على توفير البنية التحتية اللازمة وتقديم الدعم اللوجستي والقانوني للمبادرات الإنسانية
ومن بين هؤلاء المبادرين البارزين تبرز شخصية سمر نديم المعروفة بـ«زهرة مصر» حيث تعد واحدة من هؤلاء الشخصيات الملهمة التي تعمل بجدية على مساعدة المشردين وتحسين ظروف حياتهم .
وتأتي جهود سمر نديم في ظل ظروف عالمية صعبة حيث يعاني العديد من الأفراد من الفقر والبطالة والتشرد نتيجة لعدة عوامل منها الحروب والنزاعات والكوارث الطبيعية والأزمات الاقتصادية حيث أنه لا تعتبر سمر نديم مجرد إمرأة عادية بل هي مثال للتفاني والتضحية في سبيل خدمة الآخرين بدأت جهودها في مجال العمل الخيري منذ سنوات وتتمثل مساهمتها في توفير مأوى للمشردين وتوفير الدعم المادي والمعنوي والرعاية لكبار السن من الأرامل والمطلقات والأيتام والفقراء بالإضافة إلى ذلك تقدم الخدمات الصحية والاجتماعية لتحسين جودة حياة هؤلاء الأفراد المحتاجين.
وتعتبر سمر نموذجاً مشرقاً للعمل الخيري والتضامن الإجتماعي بفضل جهودها يجد المشردون الدعم اللازم للخروج من وضعهم الصعب وإعادة بناء حياتهم.
وبالرغم من الإنجازات التي حققتها سمر فإن التحديات ما زالت موجودة حيث يتطلب مواجهة التشرد والفقر والحاجة إلى جهود مستمرة وتضافر الجهود لمعالجة هذه المشكلة بشكل جذري.
وتمثل مبادرة سمر نديم للخدمات والتنمية نموذجاً رائعاً للتعاون بين الحكومة المصرية والمجتمع المدني في تقديم الدعم للمشردين والمحتاجين ويتمثل دور الحكومة في توفير البنية التحتية والدعم القانوني لمثل هذه المبادرات بينما يقوم المبادرين الخيريون مثل سمر نديم بتنفيذ البرامج وتقديم الخدمات المباشرة للمحتاجين.
وتعتبر مبادرة سمر نديم ومبادرات أخرى مماثلة جسراً يربط بين الأهداف الإنسانية والأهداف السياسية حيث تعكس هذه الجهود التزام الجمهورية المصرية بمساعدة المحتاجين وتعزيز التضامن الاجتماعي.
وعلى الرغم من الجهود المبذولة إلا أن هناك تحديات كبيرة تواجه العمل الخيري في الجمهورية المصرية مثل الفقر المستمر وزيادة أعداد المشردين ويتطلب ذلك تعزيز التعاون بين الحكومة والمجتمع المدني وتكثيف الجهود لمعالجة هذه التحديات وتحقيق التنمية المستدامة حيث يلعب الدعم المالي والمادي دوراً حيوياً في تمكين هذه المبادرات من مواصلة عملها وتقديم الخدمات الضرورية للمحتاجين والمشردين في الجمهورية المصرية حيث يمكن للدعم المالي أن يساهم في توفير المأوى وتقديم الرعاية الصحية وتوفير الغذاء والمأكل للأفراد الذين يعيشون في الفقر المدقع.
وبناء على ذلك، أطالب المقتدرين مادياً بالتبرع بأي مبلغ مالي يرونه مناسباً سواء بشكل مباشر لمؤسسة سمر نديم أو لأي مبادرة خيرية أخرى تعمل على مساعدة المحتاجين، ويمكن أيضاً التبرع بالمواد الغذائية والملابس والأدوات الضرورية للمحتاجين والمشردين حيث أن المشاركة في هذه المبادرات الإنسانية تساهم بشكل كبير في بناء مجتمع أكثر إنسانية وتضامنية حيث يمكن للدعم المادي والمعنوي أن يحقق فرقاً كبيراً في حياة الأفراد الذين يعانون من الحاجة والفقر.
وإني أرى أن العمل الخيري والتضامني هو ركيزة أساسية في بناء مجتمع يسوده العدل والإنسانية.