جمال شقرة يشير إلى أن الحركة الصهيونية كانت ترصد تطورات النظام العالمي في القرن التاسع عشر، وتوجد إشارات كانت تُشير إلى توجه فرنسا وأمريكا لتكونا الدولتين اللتين ستكونا الوريثتين للنظام العالمي. وفي هذا السياق، كان هناك صراع مستمر بين القوتين حتى توصلا إلى اتفاق ودي على تقسيم الدول التابعة للدولة العثمانية أو الرجل السابع من أوروبا الذي كان يُعرف بالمريض.
ويُضيف أن هذا النزاع أدى في النهاية إلى تقسيم مصر لتكون تحت السيطرة البريطانية. ومن ثم، يشير إلى أن اليهود كانوا يسعون للتقرب من إحدى هاتين القوتين بهدف تسهيل إقامة وطن قومي لليهود. وفي عام 1903، زار تيودور هرتزل مصر والتقى بلورد كرومر المندوب البريطاني لقياس مدى استيطان سيناء، لكنه لم ينجح في التقرب من الحركة الوطنية المصرية.
ويُوضح شقرة أن وجود بريطانيا في مصر كانت عائقاً أمام تحقيق أهداف اليهود، خاصة أن قناة السويس كانت تحظى بأهمية كبيرة بالنسبة لبريطانيا، وكان من غير الممكن إنشاء قناة بديلة دون موافقتها. ولهذا السبب، بدأت الحركة الصهيونية في التركيز بشكل كامل على فلسطين. وتم تأجيل مشروع سيناء الفلسطينية، ولكن لم يتم إلغاؤه. وبدأت المؤامرة بوعد بلفور في عام 1917.