قال الدكتور شوقي علَّام مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم الصبر والإيمان بالأمل والمستقبل والاعتماد على الله تعالى هي من الخصال الإيجابية التي ينبغي على المسلم الحق أن يمتلكها. فالحياة مليئة بالتحديات والصعوبات، ولكن الصبر والاعتماد على الله يمكن أن يساعد المسلم على تجاوز هذه التحديات والمحن.
ويشجع الله تعالى المؤمنين على الاستمرار في الصبر والتمسك بالأمل والثقة بأن الله سيخرجهم من الضيقات والمشاكل، وهذا يوفر لهم القوة والصلابة اللازمة لمواجهة الصعاب والمتاعب التي قد تواجههم في حياتهم. وبالإضافة إلى ذلك، فإن الله تعالى وعد المؤمنين المتقين بالبشرى والفرج، وهذا يجعلهم ينظرون إلى المستقبل بتفاؤل وثقة بأن الله سيوفقهم ويعينهم على تجاوز الصعوبات وتحقيق النجاحات في حياتهم.
وأشار المفتي إلى أن شهر رمضان المبارك يُعدُّ فرصةً عملية حقيقية لإعادة صياغة الإنسان المسلم وترتيب برنامجه دنيويًّا ودينيًّا بطريقة حكيمة تمدُّه بالأمل، وحسن العمل، ومراعاة القيم، و الالتزام بضوابط الأخلاق، وترك اليأس والعجز، وذلك بالعزمِ على مواجهة التحديات والإصرار على النجاح واستشراف ما في المستقبل؛ فعبادةُ الصوم من أجمع العبادات التي تُؤسس ذلك لدى المسلم، مع ضبط سلوكه وممارساته حسيًّا ومعنويًّا بالضوابط والأخلاق والقيم؛ حيث يطلب منه وجوبًا الامتناع عن المفطِّرات، مع حثِّه على الاجتهاد في التقرب إلى الله تعالى بالعمل الصالح بأنواعه المختلفة؛ رغبة في الحصول على العطايا الربانية والنفحات الإلهية.
وأكد مفتي الجمهورية أن الأمل صنو الإيمان وقرينه، من فقده فقد إيمانه بربه، وضاعت ثقته بقدرة مولاه سبحانه، وفي المقابل فإن اليأس صنو عدم الإيمان لأنه سوء ظن بالله، قال الله تعالى آمرًا المؤمنين بعدم اليأس ومحذِّرًا منه: ﴿وَلَا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللهِ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ﴾ [يوسف: 87].