اندلعت صباح يوم السبت مواجهات عنيفة في العاصمة السودانية الخرطوم بين القوات العسكرية التابعة للفريق أول عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع الشبه العسكرية التابعة لحليف سابق للفريق، محمد حمدان دقلو، تحول الصراع المستمر بين الطرفين منذ فترة إلى نزاع مسلح خطير، مما أدى إلى سيطرة قوات الدعم السريع على مواقع حيوية في المدينة.
وأعلنت قوات الدعم السريع، في بيان صادر عن القوات المسلحة، السيطرة الكاملة على عدد من المواقع الحيوية في وسط الخرطوم وفي مطار الخرطوم، بالإضافة إلى مطاري مروي في الشمال والأبيض في الوسط. وأوضح البيان أن الهجمات شملت قواعد ومقار لقوات الدعم السريع في مدن أخرى، وأن القوات المسلحة تعمل حاليًا على حصر هذه المدن.
وأكد البيان أن قوات الدعم السريع تقف إلى جانب “جميع المواطنين وستواصل جهودها من أجل حماية مكتسبات الوطن وثورة شعبه المجيدة الظافرة المنتصرة”. ويشير هذا إلى ثورة 2019 التي أطاحت بالدكتاتور السوداني السابق عمر البشير، بعد حكم استمر لمدة 30 عامًا.
و أدى هذا الصراع إلى وفاة وإصابة العديد من الأشخاص، فيما تبادلت الجانبان الاتهامات بشأن المسؤولية عن هذه الأعمال العنيفة.
في الوقت نفسه، أعرب المتحدث باسم الجيش، العميد نبيل عبد الله، عن قوله لوكالة فرانس برس: “هاجم مقاتلون من قوات الدعم السريع عدة معسكرات للجيش في الخرطوم ومناطق متفرقة في السودان”، وأضاف أن “الاشتباكات مستمرة والجيش يؤدي واجبه في حماية البلاد”.
وكان البرهان وحميدتي قد تحالفا لإنقاذ السودان من الأزمات المالية والسياسية والأمنية، ولكن الصراع بينهما بدأ في التصاعد خلال الأشهر الأخيرة، على الرغم من أنهما نفيا هذا الصراع في العلن.
وقبل يومين، حذر الجيش السوداني في بيان من أن البلاد تمر بـ “منعطف خطير” بسبب تمركز قوات الدعم السريع في الخرطوم والمدن الرئيسية، مما يزيد من حدة التوتر في البلاد.
ويتزامن هذا الصراع المسلح مع انسداد سياسي في السودان بسبب الصراع بين الجنرالين. وفي بداية هذا الشهر، تم تأجيل مرتين توقيع اتفاق بين العسكريين والمدنيين لانهاء الأزمة التي يشهدها البلد منذ الانقلاب، بسبب خلافات حول شروط دمج قوات الدعم السريع في الجيش وهو بند أساسي في اتفاق السلام الذي تم التوصل اليه، وكان يفترض أن يساهم هذا الاتفاق في تشكيل حكومة مدنية وهو شرط أساسي لعودة المساعدات الدولية الى السودان، والتي تعتبر أحد أفقر الدول في العالم.
يذكر أن قوات الدعم السريع قد تأسست في عام 2013، وتأتي كإمتداد لميليشيا الجنجويد التي استخدمتها الرئيس السابق عمر البشير لقمع التمرد في إقليم دارفور.