بعد غياب دام لأكثر من 14 عامًا، كشفت المخرجة البارعة إيناس الدغيدي عن السبب وراء انقطاعها الفني الطويل، وذلك بعد آخر أعمالها السينمائية والذي كان بعنوان “مجنون أميرة”. وقد أعربت عن رغبتها في تقديم موضوعات جريئة وهامة تلامس الواقع وتعالج قضايا مهمة.
أثناء لقاء تلفزيوني مميز، تحدثت إيناس الدغيدي بوضوح عن فترة غيابها عن عالم السينما، حيث قالت: “لقد ابتعدت عن الساحة الفنية لبعض الوقت، لأنني أردت أن أقدم أعمالًا تعبر عن رؤيتي الفنية الخاصة، وليس فقط ما يُرغب به من قبل الجمهور. أسعى جاهدة لتقديم موضوعات تتناول علاقات الرجل والمرأة بجرأة وتتطرق للقضايا الاجتماعية المهمة. ومن هنا، فإنني أرغب في تقديم مشروعات سينمائية تجذب وتلهم الجمهور وتُلقي الضوء على جوانب مختلفة من الحياة.”
أثناء الحديث، لم تتجنب إيناس الدغيدي مناقشة تحدياتها وتجاربها المهنية والشخصية. تذكّرت فترة تعاملها مع نجم كبير، مصطفى هريدي، وقالت: “في الماضي، كنت أتعامل مع فنانين كبار وكنا نواجه بعض المشاكل، ولكنها لم تؤثر على جودة عملنا. فالعمل الفني يأتي مع تحدياته الطبيعية، وكانت تلك المشاكل فرصًا لتطوير الفن والفهم المتبادل بيننا. أما اليوم، فأنا أركز على الموضوعات الكبيرة والمهمة، ولم أعد مهتمة بالجدالات الصغيرة.”
خلال تجربتها الأخيرة في لبنان، تحدثت إيناس الدغيدي عن انطباعاتها الإيجابية لهذا البلد المتنوع والملهم. قالت: “سمعت الكثير من الأقاويل السلبية عن لبنان، ولكنني وجدت الحقيقة مختلفة تمامًا عندما زرته. إن الشعب اللبناني يتمتع بروح مذهلة، وهم يحبون الحياة ويتحدون كل الصعاب بكل قوة. إنهم مصدر إلهام حقيقي.”
لم تتردد إيناس الدغيدي في مناقشة التغيرات التي طرأت على عالم الفن عبر السنوات. قالت: “لقد شهد الوسط الفني تحولات كبيرة عما كان عليه في الماضي. في الأزمنة السابقة، كانت الأفلام تحمل روحًا أكثر حميمية وكان التفاعل بين الفنانين مبنيًا على التواصل والإبداع. ومع مرور الزمن، أصبحت العوامل المادية هي السائدة، وركز الكثيرون على الربح المادي بدلاً من الإبداع الحقيقي. يبدو أن الكثيرين يسعون وراء الشهرة السريعة من خلال الفضائح، بينما في الماضي، كان النجاح مبنيًا على العمل الجاد والموهبة الفعلية.”