في خطوة استثنائية، سيتمَّ عرض أكثر من 5398 قطعة من مقتنيات الملك توت عنخ آمون في المتحف الكبير بمصر، وهذا للمرة الأولى على الإطلاق، ويقدم الدكتور عيسى زيدان، مدير عام مركز الترميم ونقل الآثار بالمتحف، نظرة عميقة في هذا الحدث الفريد من نوعه.
وتمت مراحل ترميم وتوثيق ونقل القطع الأثرية بما يتناسب مع تطور الحقب الزمنية، بدايةً من عصر ما قبل الأسرات وصولاً إلى العصور اليونانية والرومانية، وتجاوزت هذه المجهودات الدقيقة الحدود الجغرافية والزمنية، لتعيد لنا قصة تطور المجتمع والفن والحضارة عبر العصور.
كانت التحف الذهبية والتوابيت من أبرز التحديات التي واجهتها فرق الترميم والنقل، وهذه القطع الفنية الثمينة تتميز بتفاصيلها المعقدة والتركيب الدقيق، مما جعل عملية ترميمها ونقلها تجربة فريدة من نوعها، وتطلبت هذه الجهود العديد من الخبرات المتخصصة والمهارات الفنية العالية.
وأشاد الدكتور عيسى زيدان بأهمية مركز الترميم الملحق بالمتحف الكبير، والذي يُعَدُّ الأكبر في منطقة الشرق الأوسط، ويضم المركز معامل فنية متطورة مختصة في كل مراحل عملية الترميم، مما يجعله قادرًا على التعامل مع التحديات المعقدة للحفاظ على تراثنا الثقافي بكل دقة ومهنية.
وقاد الدكتور عيسى زيدان بالتعاون مع عالم المصريات الياباني البارز “ساكوجي يوشيمورا” بعثة مشتركة لفحص وترميم الألواح الخشبية الخاصة بالمركب الثانية للملك خوفو، وتمَّ الانتهاء من مراحل تركيب هذه الألواح بنجاح، لتكون أحد أهم مشاريع الترميم الآثري في عصرنا الحديث، وتأتي هذه الجهود في سياق تزايد الحاجة للحفاظ على الآثار وترميمها في ظل تدهور حالتها وتقلص التجاوب من البعثات الأجنبية.