قام جوجل بالاحتفال بأسماء حمزة أول ملحنة وعازفة عود سودانية تصعد على سلم الشهرة وتتربع على عرش الإبداع الموسيقي، فقام بتكريمها عبر وضع صورة كاريكاتورية لها في الصفحة الرئيسية.
ولدت أسماء حمزة في حلفاية الملوك في السودان عام 1936، وقد كانت تعيش حياة صعبة بعد فقدانها والديها وتربيتها بمفردها، رغم أنها كانت تحلم بأن تصبح طبيبة أو مغنية، إلا أن مشكلة صحية في حبالها الصوتية حالت دون تحقيق حلمها الغنائي، ومع ذلك، لم تستسلم وقام والدها بشراء عود لها بعد أن سمعها تصدر نغمات جميلة من العزف عليه، هذا ما حفّزها لتطوير موهبتها والتفاني في عالم الموسيقى.
استمدت أسماء حمزة إلهامها من فنانين عرب كبار، حيث كانت تشعر بتأثرها العميق بهم، فقد أثر عليها كوكب الشرق أم كلثوم ومحمد عبد الوهاب وعبد الحليم حافظ وشادية، وكانت تتلقى دروسًا في العزف والتلحين من الموسيقار والعازف السوداني الشهير بشير عباس، الذي نقل لها خبراته ومهاراته الفنية.
بدأت أسماء حمزة رحلتها الموسيقية عام 1948، حيث بدأت تتعلم وتمارس عزف العود بتفانٍ وشغف، وقد حظيت بفرصة تلحين أول أغنية لها في عام 1956، وهي أغنية “يا عيوني” من ديوان الملاح التائه للشاعر المصري علي محمود طه، ومن هنا بدأت رحلة انطلاقها وتألقها في عالم الموسيقى.
كان لأسماء حمزة الأثر الكبير في الموسيقى السودانية، حيث كانت تعمل في سلاح الموسيقى السودانية ابتداءً من عام 1982، واشتهرت بتلحينها لأغنية “الزمن الطيب” للشاعر السوداني سيف الدين الدسوقي، وقد قامت بأداء هذه الأغنية المطربة السودانية سمية حسن في عام 1983، كما قامت أيضًا بتلحين ملحمة “عزة وعزة” التي لاقت نجاحًا واسعًا.
رغم رحيل أسماء حمزة، إلا أن إرثها الفني لا يزال حاضرًا ومؤثرًا، فقد أثبتت أن الموسيقى لا تعرف حدودًا جنسية أو اجتماعية، وأن المواهب الحقيقية تستطيع تحطيم جميع القيود والتحديات، وتبقى هذه الفنانة الرائعة رمزًا للتميز الموسيقي في السودان والوطن العربي.