تصل الكرة الأرضية غداً، الخميس، إلى أبعد مسافة في مدارها حول الشمس “الأوج” في هذا العام، ويعد هذا الحدث الفلكي مهمًا حيث تتمتع الأرض بمسافة فريدة تزيد عن المعتاد بينها وبين الشمس، وتتمثل أهمية هذا الحدث في أنه يسهم في فهمنا لظواهر الكون وتأثيرها على حياتنا.
وتبلغ المسافة بين الأرض والشمس، خلال فترة الأوج في العام 2023، حوالي 152,093,251 كيلومترًا، وتحدث هذه الظاهرة في الساعة الثامنة و6 دقائق مساءً بتوقيت جرينتش، ويلاحظ أن قرص الشمس يكون أصغر قليلاً من المعتاد في هذا الوقت، ولكن هذا التغير غير ملحوظ بالعين المجردة.
وعلى الرغم من أننا نعتقد أن المسافة بين الأرض والشمس هي السبب في حدوث الفصول الأربعة، إلا أن الواقع يكشف لنا مفارقات مثيرة، ففي منتصف الصيف في النصف الشمالي من الكرة الأرضية، تصل الأرض إلى أبعد نقطة عن الشمس، وهذا يدل على أن المسافة ليست العامل الوحيد في تحديد فصول السنة.
نظرا للتغيرات في الاختلاف المركزي لمدار الأرض فإن التواريخ التي تصل فيها إلى الحضيض أو الأوج ليست ثابتة، ففي عام 1246، كان الانقلاب الشتوي في ديسمبر هو نفس اليوم الذي وصلت فيه الأرض إلى الحضيض، ومنذ ذلك الحين، كانت تواريخ الحضيض والأوج تنجرف يومًا كل 58 عامًا، وعلى المدى القصير يمكن أن تختلف التواريخ حوالي يومين من سنة إلى أخرى.