تحرضني كل ليلة الضفة الآخرى من باب غرفتي أن أخرج منها وأترك كل ما تبقى يذكرني بنفسي القديمة.. وأرحل لمكان لم تُكتب فيه أي ذكرى!
ترفضني حتى وسادتي التي طالما احتضنت رأسي كل ليلة بكامل ذكرياتي التي لم أعد أحتمل عبء أنينها أو سخافة احتضانها لي..
هنا كنت أنا، أكتب قليلاً جداً عن ملايين من اللحظات التي أخوضها يومياً، نعم كنت أرى نفسي يومياً محاطاً بكثير من البشر، الأماكن، والشوارع، كنت أبتسم حتى لرواد الأماكن التي اعتدت زيارتها، كنت أقبّل بناتي يومياً وأزور أمي وأمنح لحظات طويلة لمن أحببتهم، كنت أنا.
لم تتبدل فقط بي الحال لأفقد بريق كل تلك الأشياء حولي، ولكن أصبحت أشعر أن حتى سريري ملّ كثرة ململة جسدي عليه، حوائط غرفتي كأنها لا تطيق استمراري فيها، شعور يتملكني أن أصدقائي كأنهم يشفقون على حالي أكثر من أصل توددهم لي.. ملوا !!
أصبحت أكتب كثيراً لا أقرأ كما كنت، وفيض ما بداخلي من أواجع .. لا ينتهي ولن.!!!
قتل النفس للنفس حرام، وعبء النفس على النفس لا يحتمل، واستمرار الحياة بلا أمل، كمن يبني حائطاً من ثلج.. ليسكن فيه صيفاً.. فينهار وينهار.. قبل أن تنتصف شمس النهار !
ما يثير فزعي حقاً ليس أن يصبح هذا هو الفصل الأخير من حياتي.. ليست النّهاية ما تخفيني ولكن .. استمرار الآلم حتى النهاية.. أن أستمر في حلم بلا أي أمل!