أثار حادث الحدود المصرية الإسرائيلية العديد من التساؤلات والجدل في الأيام الأخيرة. بسبب قلة البيانات والمعلومات المتوفرة من الجانبين المصري والإسرائيلي، يظل الكثيرون في حيرة حول تفاصيل الحادث وملابساته، وفي هذا السياق، أشار اللواء سمير فرج، المفكر الاستراتيجي، إلى أهمية التزام القوات المسلحة بالبيان الأول الذي صدر وفقًا لمعطيات الواقعة.
تباينت الآراء حول هذا الحادث المأساوي، إذ أعرب العديد من المحللين عن قلقهم من المستجدات التي يمكن أن تنتج عنه، وفي هذا السياق، أكد اللواء سمير فرج على أن إسرائيل تواجه الآن مأزقًا حقيقيًا، إذ تكبدت خسائر لم تشهدها على طول الحدود بهذا الشكل من قبل، وتوجد أخطاء لا يمكن تبريرها، و أعرب عن انتظاره لقرار لجنة التحقيق المؤلفة من الجانبين المصري والإسرائيلي، والذي من المقرر صدوره يوم الخميس المقبل.
وأوضح أن الحدود المصرية الإسرائيلية، تمتد لمسافة 246 كيلومترًا وتضم 3 منافذ حدودية بين الجانبين، أحدها هو معبر رفح الذي يسهل حركة دخول سكان غزة إلى مصر، ويأتي ثمّة معبر العوجا الذي يبعد حوالي 40 كيلومترًا عن رفح ويستخدم لنقل البضائع والشاحنات، وبالإضافة إلى ذلك، يوجد معبر إيلات الذي يُستخدم لحركة السياحة في سيناء.
وأكد على أن تاريخ معبر العوجا يعود إلى الأربعين عامًا الماضية، وقد اكتسبت سمعته السيئة نتيجة لعدة حوادث تهريب المخدرات والأسلحة والذخائر، وليس ذلك فحسب، بل تتضمن تاريخه أيضًا عمليات تهريب الأفارقة النازحين من بلادهم إلى إسرائيل، إنها مشكلة جدية تحتاج إلى معالجة فورية وجدية من قبل الجهات المعنية.
وأشار فرج إلى أن القوات المسلحة المصرية تعمل على رفع كفاءة المنطقة الحدودية ووحدات الإقامة للأفراد، فقد تم توفير مخبز ونقطة تفتيش وشاشة تلفزيون في المنطقة لتحسين ظروف الإقامة والعيش، وقد تم تنفيذ أول مشروع للطاقة الشمسية في مصر بواسطة قوات حرس الحدود، وكانت مستوى الإقامة والتغذية في نقاط الحدود مذهلاً.
وأكد على أن الإنجازات التي حققها الشاب المصري في هذا الحادث ليست بالأمر الهين، فقد أثبت أن جيش الدفاع الإسرائيلي لا يساوي شيئًا بالمقارنة مع إرادة وقوة الشباب المصري، ويجب على إسرائيل أن تواجه حقائق واقعية بدلاً من محاولة إقناع مواطنيها بأن ما حدث هو عمل إرهابي.
وأشار إلى أن قضية قتل المجند المصري لثلاثة جنود إسرائيليين فضيحة عسكرية كبيرة، وفي هذا السياق، نتساءل كيف ستقنع إسرائيل المواطنين بأن مجندًا مصريًا أنهى جيشه وأصاب ثلاثة جنود على خط الحدود فقط باستخدام 100 طلقة، فيجب على إسرائيل أن تواجه تحدياتها بشجاعة وصدق، وأن تعترف بالحقائق بدلاً من تضخيم الأمور وتشويه الحقائق.