بدأت الحكومة التركية الجديدة بقيادة الرئيس رجب طيب أردوغان عملها بتعيين هاكان فيدان، الرئيس السابق لوكالة المخابرات التركية (MIT)، في منصب وزير الخارجية، يأتي هذا التعيين في إطار التركيز على تعزيز العلاقات الخارجية وتوسيع التأثير التركي على الساحة الدولية.
تم ولادة هاكان فيدان في عام 1968 في حي هامامونو في أنقرة، عاصمة تركيا، وقد حظي فيدان بتعليم متميز، حيث تخرج من مدرسة إشارة الجيش ومدرسة الجيش للغات، وعلى مدار خدمته في القوات المسلحة التركية، حصل فيدان على تعليم أكاديمي قوي في مجالات متعددة.
أثناء توليه منصبه في الحلف الشمالي للأطلسي، حصل هاكان فيدان على درجات علمية في السياسة وعلوم الإدارة من جامعة ماريلاند، تلتها درجة الماجستير والدكتوراه في العلاقات الدولية من جامعة بيلكنت، هذه الدرجات العلمية أضافت لمسة من الخبرة والعمق لتحليله السياسي وفهمه للعلاقات الدولية.
و شغل هاكان فيدان مناصب مهمة في السياسة الخارجية والأمن في مؤسسات الدولة. حيث تم تعيينه نائبًا وكيلًا للوزارة للسياسة الخارجية والأمن في رئاسة الوزراء ووكالة التعاون والتنسيق التركية، كما كان عضوًا في مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية وتم تعيينه الممثل الخاص لرئيس الوزراء، وكان أيضًا نائبًا وكيلًا لوزارة المخابرات التركية (MIT).
وقد شغل هاكان فيدان أيضًا منصب رئيس معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا لمدة تصل إلى 13 عامًا اعتبارًا من 27 مايو 2010، وقد وصفه الرئيس أردوغان في إحدى المرات بأنه “حارسه السري”. يبلغ فيدان من العمر 55 عامًا ومتزوج ولديه ثلاثة أطفال.
يتجلى الدور البارز الذي لعبه هاكان فيدان في تنسيق السياسة الخارجية وتعزيز الأمن لتركيا، تجربته الواسعة في مجال السياسة والأمن ومعرفته العميقة بالشؤون الدولية تعكس قدرته على الإسهام في صياغة سياسات ومبادرات تحقق مصالح الدولة التركية وتعزز تأثيرها على المستوى العالمي.
أثارت التشكيلة الوزارية الجديدة التي أعلن عنها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الكثير من الرسائل والتساؤلات، ومن أبرز التحولات اللافتة للانتباه كان اختيار أردوغان لرئيس جهاز الاستخبارات التركية هاكان فيدان لشغل منصب وزير الخارجية في التشكيلة الوزارية الجديدة، حيث استبدل وزير الخارجية السابق مولود تشاويش أوغلو الذي أصبح عضوا في البرلمان.
هذا الاختيار أثار الكثير من التساؤلات، خاصة وأن هاكان فيدان كان من المتوقع تعيينه وزيرًا للداخلية ليحل محل الوزير السابق سليمان صويلو، نظرًا لأن المنصب الوزاري للداخلية هو منصب أمني ويقترب من منصبه السابق كرئيس لجهاز الاستخبارات، على الأقل من وجهة نظر بعض المراقبين، ومع ذلك، تم تعيين والي إسطنبول علي يرلي كايا في منصب وزير الداخلية.
في الفترة الأخيرة، برزت ظهورات هاكان فيدان بشكل واضح، خاصة في الاجتماعات الرباعية التي جمعت وزراء دفاع تركيا وروسيا والنظام السوري في موسكو، بالإضافة إلى رؤساء الاستخبارات، وكان العنوان الأبرز للتشكيلة الحكومية الجديدة هو وجود رجل استخبارات بارز مثل هاكان فيدان واقتصادي مميز مثل محمد شيشمك.
تُعَدُّ التشكيلة الوزارية الجديدة بمثابة إشارة لتطورات سياسية وأمنية هامة في تركيا، ومن المترقب رصد تأثيرات هذه التغييرات في السياسة الخارجية والداخلية للبلاد في الفترة القادمة.