تصدر اسم الشاعرأمل دنقل، تريند محرك البحث «جوجل» خلال الساعات القليلة الماضية، وذلك بمناسبة ذكرى رحيلة الـ 40، الذي حلت أمس الأحد الموافق 21 مايو.
ولد أمل دنقل في عام 1940 في قرية القلعة بمحافظة قنا، مصر، وتربى في أسرة محبة للثقافة والأدب، مما أثر بشكل كبير على شغفه بالكلمة المنتقاة والقوافي الساحرة.
سمي أمل بهذا الاسم نسبةً لتحقيق والده الشهير لإجازة عالمية في نفس العام الذي وُلد فيه أمل، كان والده عالمًا من علماء الأزهر الشريف، وقد أثر وجوده ونجاحه في حياة أمل بشكل كبير، بعد رحيل والده وهو في العاشرة من عمره، أصابه الحزن العميق الذي تجلى في أشعاره وأعماله اللاحقة.
بدأ أمل دنقل تجربته الشعرية في سن مبكرة، وعمل جاهدًا على تطوير موهبته الفذة. امتازت قصائده بأسلوبها الراقي والمؤثر، حيث استطاع الوصول إلى قلوب القراء من خلال كلماته العميقة والمشوِّقة.
على الرغم من أن أمل دنقل التحق بكلية الآداب في القاهرة، إلا أنه انقطع عن الدراسة منذ العام الأول لكي يعمل، قد تأثر بمسؤولية تولي رعاية عائلته بعد فقدانه لوالده في سن صغيرة، ومع ذلك، فإن هذا القرار لم يحد من إبداعه الأدبي ورغبته في تعزيز الأدب العربي بأعماله.
في يوم 21 مايو عام 1983، رحل عن عالمنا الشاعر أمل دنقل عن عمر يناهز 43 سنة، مُغادرًا خلفه إرثًا شعريًا ثريًا يظل حتى اليوم يلهم ويترك أثرًا عميقًا في نفوس القرّاء والمحبين للشعر الأصيل.
وعاشت عبلة الروني، الصحفية والناقدة المشهورة، زوجة أمل دنقل وشريكة حياته، معه ودعمته في مسيرته الشعرية حتى آخر لحظة في حياته، وكانت دعامة قوية ومصدر إلهام له، كما كان لعبلة دور كبير في نجاح وتألق أمل دنقل كشاعر، حيث كانت تشاركه المناقشات وتقدم له النصائح والتوجيهات .
وقدم أمل دنقل العديد من الدواوين الشعرية المميزة خلال حياته، ومن أبرزها:
- “البكاء بين يدي زرقاء اليمامة”، والتي نشرت في عام 1969.
- “تعليق على ما حدث عام 1971”.
- “مقتل القمر” في عام 1974.
- العهد الآتي في عام 1975.
- أقوال جديدة عن حرب بسوس 1983.
بعدما تعرض الشاعر أمل دنقل لصراع مع مرض السرطان، استمرت معاناته لمدة تقرب من ثلاث سنوات، وتتضح هذه المعاناة في مجموعته الشعرية “أوراق الغرفة 8″، والتي تأخذ اسمًا مستوحىًا من رقم الغرفة التي قضى فيها فترة مرضه في المعهد القومي للأورام. في هذه المجموعة، يعبر الشاعر عن آخر لحظاته وتجاربه الصعبة. كما يتناول جانب المعاناة هذا في قصيدته “السرير”، ولا يمكننا أن ننسى قصيدته “ضد من” التي تسلط الضوء على هذا الجانب أيضًا، ويجدر بالذكر أن “الجنوبي” هي آخر قصيدة كتبها أمل دنقل قبل رحيله.