الغيرة شعور طبيعي ومألوف في حياة الأطفال، وتبدأ بالظهور في عمر مبكر، خاصة في مواقف مثل قدوم مولود جديد، أو شعور الطفل بأن أحد أشقائه يحظى باهتمام أكبر. ورغم أن الغيرة بحد ذاتها ليست مشكلة، فإن تجاهلها أو التعامل معها بأسلوب سلبي قد يحوّلها إلى سلوكيات عدوانية أو انسحابية تؤثر سلبًا على نمو الطفل النفسي والاجتماعي.

وبحسب موقع Scary Mommy، فإن التعامل الذكي مع مشاعر الغيرة يتطلب من الأهل الوعي والمرونة، وتبنّي استراتيجيات فعالة تُساعد الطفل على فهم مشاعره وتوجيهها بشكل صحي.
✅ نصائح عملية للتعامل مع الطفل الغيور:
1. الاعتراف بالمشاعر دون تأنيب
لا يجب أن ننكر على الطفل شعوره بالغيرة أو نُشعره بالذنب، بل نُصغي له ونعبّر عن تفهمنا لما يشعر به. من المهم أن يعرف الطفل أن الغيرة شعور إنساني طبيعي، وأننا كأهل موجودون لمساعدته على التعامل معه.
2. تعزيز الشعور بالأمان والانتماء
امنح الطفل الطمأنينة بأنه محبوب ومميز، سواء وُجد إخوة أم لا. يُحدث فرقًا كبيرًا أن نخصه بالوقت الفردي، أو بكلمات مثل: “أحب وجودك في حياتي”، أو حتى مجرد عناق دافئ يومي.
3. المساواة بين الأبناء
تجنّب المقارنة بين الأشقاء مثل “أخوك أشطر منك” أو “شوف أختك كيف مرتبة”، فهذه العبارات تغذّي الغيرة. بدلاً من ذلك، احرص على المساواة في المعاملة، الانتباه، والفرص، مع احترام الفروقات الفردية.
4. إشراك الطفل بدلًا من تهميشه
عند قدوم مولود جديد، يشعر بعض الأطفال بأنهم لم يعودوا مهمين. لذلك، يمكن إشراك الطفل في رعاية المولود بمهام بسيطة (مثل مساعدتك في جلب الحفاض أو اللعب مع الرضيع)، ليشعر أنه ما زال جزءًا مهمًا من العائلة.
5. مدح السلوك الإيجابي
عندما يتصرف الطفل بلطف تجاه أخيه أو يتنازل عن شيء له، من المهم أن نُشيد بهذا السلوك أمامه وأمام الآخرين. هذا يُشجعه على تكرار السلوك الإيجابي دون الحاجة للفت الانتباه من خلال السلوك السيئ.
6. تشجيع التعبير اللفظي عن المشاعر
من الضروري تعليم الطفل أن يُعبّر بالكلمات لا بالأفعال. يُمكن استخدام القصص، والتمثيل، وحتى الرسم، كأدوات لتعليم الطفل كيف يُخرج ما في داخله بطريقة صحية وآمنة.
7. مراقبة مصادر الغيرة الخارجية
في بعض الأحيان، لا تأتي الغيرة من البيت، بل من المدرسة أو الأصدقاء. لذا من المفيد التحدّث مع المعلمين أو مراقبة علاقاته الاجتماعية، لمعرفة إن كان هناك من يثير مشاعر المقارنة أو النقص لديه.
💡 كلمة أخيرة
الغيرة لا تعني أن الطفل “سيء” أو “أناني”، بل إنه في حاجة للاحتواء والتفهّم. كلما تعاملنا مع هذه المشاعر بحكمة، كلما ساعدنا الطفل على بناء شخصية قوية وواثقة، قادرة على الحب والتفاعل الصحي مع من حوله.