أدلى الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، بتصريحات صحفية اليوم السبت، في ختام جولته التفقدية لمشروع “حدائق تلال الفسطاط”، برفقة المهندس شريف الشربيني، وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، والدكتور إبراهيم صابر، نائب محافظ القاهرة، واللواء مهندس محمود نصار، رئيس الجهاز المركزي للتعمير، والمهندس خالد صديق، رئيس مجلس إدارة صندوق التنمية الحضرية، وعدد من مسؤولي الوزارة والمكتب الاستشاري.
زيارة منجم السكري: مشروع استراتيجي واعد
استهل مدبولي تصريحاته بالإشارة إلى نتائج جولاته الميدانية خلال اليومين الماضيين، والتي شملت زيارة منجم السكري للذهب بجنوب مرسى علم. وأوضح أن الزيارة جاءت للوقوف على الوضع الحقيقي للمنجم، في ظل ما أثير مؤخرًا بشأن حقوق مصر في ضوء الاتفاقيات الموقعة، لا سيما بعد استحواذ شركة “أنجلوجولد أشانتي” العالمية على الشريك الأجنبي السابق.
وأكد رئيس الوزراء أن المشاهدة على أرض الواقع كشفت عن حجم ضخم من الاستثمارات، ووصف المنجم بأنه “يعادل مدينة صغيرة”، ويوفر نحو 4 آلاف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة. كما نقل عن الرئيس التنفيذي لشركة “أنجلوجولد” توضيحًا حول المدة الطويلة والدراسات المعقدة المطلوبة قبل بدء الإنتاج، والتي قد تستغرق أكثر من 10 سنوات، واستثمارات لا تقل عن 2 مليار دولار.
وأشار مدبولي إلى أن منجم السكري يُعد من بين أكبر 20 إلى 25 منجماً في العالم، وأن دخول شركة “أنجلوجولد” – رابع أكبر شركة عالمية في هذا المجال – يفتح آفاقاً واسعة لمضاعفة الإنتاج في السنوات المقبلة. وأضاف أن هناك أعمال استكشاف جديدة في المناطق المحيطة تبشر بتمديد عمر المنجم لعشر سنوات إضافية.
تحويل هيئة الثروة المعدنية إلى كيان اقتصادي
وفي السياق ذاته، أوضح رئيس الوزراء أن تحويل هيئة الثروة المعدنية من هيئة خدمية إلى هيئة اقتصادية، من شأنه دعم وتوسيع حجم الاستكشافات التعدينية، خصوصًا في هذه المنطقة الواعدة بثرواتها من الذهب.
حدائق تلال الفسطاط: نقلة نوعية في قلب القاهرة
وفيما يخص مشروع “حدائق تلال الفسطاط”، أعلن مدبولي أن المشروع أوشك على الانتهاء، حيث تدخل الأعمال مراحلها النهائية، مشيرًا إلى أن الحديقة، التي تمتد على مساحة 500 فدان، ستكون الأكبر على مستوى العاصمة.
وأكد رئيس الوزراء أن عملية تشغيل وإدارة الحديقة تم طرحها بالفعل لشركات متخصصة، وستبدأ قريبًا في تقديم عروضها، بما يضمن تشغيلًا احترافيًا يليق بأهمية المشروع.
ولفت إلى أن المشروع كان ضمن مخططات تطوير القاهرة منذ عام 2007، إلا أن تنفيذه لم يبدأ إلا بفضل الإرادة السياسية والمتابعة المستمرة في السنوات الأخيرة. كما استعرض التحول الجذري الذي شهدته المنطقة، حيث كانت تضم سابقًا مستنقعات لمياه الصرف ومناطق عشوائية، لتتحول اليوم إلى “رئة خضراء” تحتوي على أنشطة بيئية وثقافية وترفيهية وتجارية متنوعة.
وفي ختام جولته، أعرب الدكتور مصطفى مدبولي عن شكره لجميع المشاركين في الزيارة رغم ارتفاع درجات الحرارة، مؤكداً أن ما شاهده من مشروعات يمثل مصدر فخر وسعادة، مشدداً على متابعته المستمرة لمراحل التنفيذ لضمان الانتهاء منها في التوقيتات المحددة.