بالتزامن مع موسم الحج المبارك، يُقدّم مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية باقة علمية وتوعوية شاملة، تتضمن رسائل إرشادية، وفتاوى فقهية، وحملات دعوية ميسّرة تهدف إلى خدمة حجاج بيت الله الحرام والمسلمين حول العالم، ونشر الفهم الصحيح لشعائر الحج وفق الهدي النبوي.
ومن ضمن هذه المبادرات، تأتي سلسلة “مشاهد مقدسة”، التي تسلّط الضوء على أبرز معالم الحج وأهميتها الدينية والتاريخية. وتناول المركز في رسالته الأخيرة مشهد “نمرة”، أحد المعالم التاريخية البارزة في عرفات، حيث نزل النبي محمد ﷺ يوم عرفة أثناء حجة الوداع، وضُربت له قبة هناك، وصلى بالناس صلاتي الظهر والعصر جمعًا وقصرًا، وهو الموضع الذي أُقيم فيه لاحقًا مسجد نمرة الشهير، وما زال المسلمون يتبعون هذه السنة النبوية إلى اليوم.
وقد أشار المركز إلى أن مسجد نمرة لا يقع بالكامل ضمن حدود أرض عرفات، بل يمتد جزء منه خارجها، وهو ما يستوجب من الحاج الانتباه عند الوقوف في المسجد يوم عرفة، حتى يكون وقوفه داخل حدود عرفة صحيحة، لأن من وقف خارجها لم يصحّ حجه.
واستشهد المركز بحديث الصحابي جابر بن عبد الله رضي الله عنه، الذي روى فيه:
«فأجاز رسول الله ﷺ حتى أتى عرفه، فوجد القبة قد ضُربت له بنمرة، فنزل بها، حتى إذا زاغت الشمس أمر بالقصواء فرُحلت له، فأتى بطن الوادي فخطب الناس…» [رواه مسلم].
كما نُقل عن الأزرقي أن نمرة تُعد الجبل الذي يظهر نصاب الحرم عليه عند الاتجاه من المأزمين إلى الموقف بعرفة.
ويأتي هذا الجهد من مركز الأزهر في إطار حرصه على ضبط الفتوى، وتعظيم الشعائر، وربط الأمة بسنة النبي ﷺ، لاسيّما في هذه الأيام العشر المباركة التي تُعد من أعظم أيام الدنيا