لاحظ العلماء منذ زمن أن الحيوانات التي تعيش في المناطق الدافئة تميل إلى امتلاك أطراف أطول، وهو ما يُعرف بـ”قاعدة ألين”، التي تربط هذا النمط بقدرة الجسم على الحفاظ على درجة حرارته. لكن رغم انتشار هذه القاعدة، ظلت الآليات الدقيقة التي تقف وراءها غير واضحة.
وفي دراسة حديثة نُشرت في مجلة Global Ecology and Biogeography، استخدم باحثون من جامعتي ميشيغان ونيويورك تقنية رؤية حاسوبية مبتكرة لتأكيد أن هذا النمط لا ينطبق فقط على الثدييات، بل يشمل أجنحة الطيور أيضًا. فقد أظهر نظام الذكاء الاصطناعي الجديد “Skelevision” أن الطيور في المناطق الحارة تميل إلى امتلاك أجنحة ذات عظام أطول، ما يشير إلى دورها في تنظيم درجة الحرارة.
يعمل النظام على تحديد وقياس عظام الطيور من الصور الفوتوغرافية بدقة عالية، عبر شبكة عصبية عميقة، مما يختصر وقت تحليل العينة من نصف ساعة إلى دقيقة واحدة فقط. وبفضل هذا التقدم، تمكن الباحثون من تحليل بيانات من أكثر من 12 ألف عينة تمثل 1520 نوعًا من طيور الجواثم حول العالم.
وأوضحت النتائج أن عظام الأجنحة الطويلة تُساعد على التخلص من الحرارة الزائدة الناتجة عن حركة عضلات الطيران، مما يجعل من وظيفة التبريد عاملًا رئيسيًا في تطور شكل الأجنحة في البيئات الحارة، وليس فقط ديناميكيات الطيران كما كان يُعتقد سابقًا.