أكد الدكتور ربيع الغفير، الأستاذ بجامعة الأزهر، أن من أبرز العوائق التي تحول دون نهضة المجتمعات وتقدمها هو تفشي اللامبالاة والسلبية بين الأفراد، محذرًا من خطورة التهاون في المسؤولية المجتمعية.
وأوضح أن عبارات مثل “أنا مالي” و”الغلط ده مش تبعي” تعكس حالة من التنصل غير المقبول، لا سيما من أشخاص يفترض أنهم يحملون في قلوبهم وضمائرهم وعيًا دينيًا ومسؤولية أخلاقية.
جاء ذلك خلال حديثه في برنامج “مع الناس”، المذاع على قناة الناس، اليوم الثلاثاء، حيث شدد الدكتور الغفير على أن تحمل المسؤولية تجاه الوطن والمجتمع ليس تفضّلاً أو خيارًا، بل هو التزام ديني وأخلاقي، مشيرًا إلى أن علماء الأخلاق يطلقون على هذا السلوك مصطلح “اللامبالاة السلبية”، التي تؤدي إلى انهيار منظومة القيم وتباطؤ عملية الإصلاح المجتمعي.
وفي سياق متصل، تطرق الغفير إلى خطورة تداول الشائعات والأخبار الكاذبة دون تثبّت، مستشهدًا بقول الله تعالى في سورة الحجرات: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا…”، موضحًا أن الاستهتار في نقل المعلومات قد يُفضي إلى ظلم الآخرين والوقوع في الندم.
وأشار إلى أن المجتمعات المعاصرة تواجه أزمة حقيقية في ظل الانفتاح الإعلامي وغياب الضوابط على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث أصبح بإمكان أي شخص نشر ما يريد دون رقيب أو حسيب، متخفّياً خلف هوية مجهولة، وهو أمر يُحاسب عليه الإنسان شرعًا، استنادًا إلى قول الله تعالى: “يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ”.
واختتم الدكتور الغفير حديثه بدعوة الجميع إلى تحرّي الصدق والمسؤولية فيما يُكتب ويُقال، مؤكدًا أن كل كلمة تُنشر ستبقى، وسيحاسَب عليها الإنسان، قائلاً: “فلْيكتب كل شخص ما يتمنى أن يراه يوم القيامة بين يدي الله”.