أكد الدكتور مفيد شهاب، وزير التعليم العالي الأسبق وأستاذ القانون الدولي، أن الجمعية الجغرافية المصرية لعبت دورًا مهمًا في معركة استرداد طابا، مشيرًا إلى أنها تعد من أعرق الجمعيات العلمية في مصر، وتمتلك خرائط ووثائق نادرة ساعدت في دعم موقف مصر خلال التحكيم الدولي.
وأوضح شهاب، خلال كلمته في الندوة التي نظمتها جامعة القاهرة تحت عنوان “ملحمة استرداد طابا”، أن الجمعية أمدت الدولة بمجموعة هائلة من الخرائط بعد البحث عنها في عدد من الدول، منها تركيا وإنجلترا، ما ساهم بشكل كبير في بناء الملف المصري.
وردًا على تساؤلات طلاب الجامعة بشأن إمكانية مطالبة إسرائيل بتعويضات عن فترة احتلال سيناء، أكد شهاب أن الاحتلال في حد ذاته يُعد عملًا غير مشروع وفقًا للقانون الدولي، الذي يحظر استخدام القوة أو التهديد بها في العلاقات بين الدول، وبالتالي لا ينبغي أن يترتب على الاحتلال أي آثار قانونية دائمة.
وأضاف أن القانون الدولي يتيح نظريًا المطالبة بالتعويضات، إلا أن اللجوء إلى محكمة العدل الدولية يتطلب موافقة الدولة الطرف في النزاع، وهو ما يمثل عائقًا كبيرًا، نظرًا لأن القانون الدولي يفتقر إلى آليات التنفيذ القوية الموجودة في القوانين الداخلية مثل الشرطة أو النيابة.
وأشار إلى أن التحكيم بشأن استرداد طابا كان ممكنًا لأن الطرفين وافقا على اللجوء إليه، وهو ما لا يتوافر بالضرورة في حالة السعي للحصول على تعويضات، مؤكدًا أن إسرائيل منذ احتلالها للأراضي الفلسطينية تدير الإقليم المحتل إدارة مؤقتة وفقًا لأحكام قانون الحرب.