عقد الدكتور محمد عبد اللطيف، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، اليوم، لقاءً موسعًا مع محرري ملف التعليم بعدد من الصحف ووسائل الإعلام، لاستعراض استعدادات الوزارة لامتحانات الثانوية العامة 2024-2025، ومناقشة جهود تحسين جودة التعليم وتطوير المناهج.
وأكد الوزير، في مستهل اللقاء، على الدور الوطني المهم الذي تقوم به الصحافة في توعية المجتمع وتوضيح الحقائق، مشددًا على التزام الوزارة بالشفافية والتواصل المستمر مع جميع الأطراف المعنية بالعملية التعليمية.
تأمين الامتحانات وتشديد الرقابة
وأشار عبد اللطيف إلى أن الوزارة تبذل جهودًا مكثفة لضمان انتظام وسلامة امتحانات الثانوية العامة، مشيرًا إلى اتخاذ إجراءات مشددة لتأمين اللجان، من بينها زيادة أفراد الأمن، وتنظيم دخول الطلاب، وتوزيع أوراق الإجابة مبكرًا لتفادي التأخير.
وشدد على منع دخول الهواتف والأجهزة الإلكترونية إلى اللجان، مؤكدًا أن نظام الرقابة داخل اللجان سيشهد تطورات حاسمة لمنع الغش وتحقيق مبدأ تكافؤ الفرص.
وأوضح الوزير أن عدد الطلاب المتقدمين للامتحانات هذا العام بلغ 813,875 طالبًا، موزعين على 2029 لجنة امتحانية على مستوى الجمهورية، تشمل لجانًا خاصة بالمكفوفين، وطلاب STEM، والمحتجزين في السجون والمستشفيات.
نظام البكالوريا المصرية
وفيما يخص نظام “البكالوريا المصرية” الجديد، أوضح الوزير أن المشروع يستهدف تخفيف الضغوط على الطلاب والأسر، من خلال منح الطلاب حرية اختيار المسار التعليمي، وتعدد فرص التقييم بدلًا من الاعتماد على امتحان نهائي واحد.
وأضاف أن النظام سيطبق اختياريًا بعد اعتماد التعديلات القانونية، وأن مادة التربية الدينية ستكون خارج المجموع، مع اشتراط الحصول على نسبة نجاح لا تقل عن 70%.
تطوير البنية التحتية والتعليم الفني
وأشار عبد اللطيف إلى أن الوزارة نجحت في التغلب على عدة تحديات مزمنة خلال العام الدراسي، من بينها مشكلة الكثافات الطلابية، حيث تم إنشاء 98 ألف فصل جديد، مما أسهم في خفض الكثافة إلى أقل من 50 طالبًا بالفصل في معظم المدارس.
وأوضح أن الوزارة تستهدف القضاء على نظام الفترات المسائية خلال عامين، من خلال التوسع في بناء الفصول وتحسين استغلال الموارد.
وفيما يخص العجز في المعلمين، أكد الوزير أنه تم تغطية 90% من العجز من خلال إجراءات عملية، منها زيادة النصاب مقابل حوافز، وتعيين معلمين جدد ضمن المبادرة الرئاسية لتعيين 30 ألف معلم سنويًا.
تحديث المناهج وتعزيز المهارات
أكد الوزير استمرار العمل على تطوير المناهج وفقًا لأحدث المعايير العالمية، مشيرًا إلى تقليص عدد مواد المرحلة الثانوية إلى 6 مواد فقط، وزيادة ساعات التدريس لكل مادة بما يتيح تقديم المناهج بعمق أكبر.
وكشف عن خطة الوزارة لإصدار كتيبات جديدة تحتوي على تقييمات وواجبات وأسئلة تدريبية، إلى جانب نشر نماذج استرشادية وإجاباتها عبر قناة “مدرستنا 3”.
التعليم الفني والتكنولوجيا التطبيقية
وأشار عبد اللطيف إلى التوسع في مدارس التكنولوجيا التطبيقية، التي سيصل عددها إلى 90 مدرسة العام المقبل، في إطار شراكات مع القطاع الخاص ودول أجنبية، مؤكدًا أن التعليم الفني يشهد نقلة نوعية حقيقية.
مبادرات لدعم صحة الطلاب والبيئة المدرسية
واستعرض الوزير عددًا من المبادرات الداعمة لصحة الطلاب وتحسين بيئة التعلم، منها مبادرة “عيون أطفالنا مستقبلنا” لفحص النظر لنحو 7 ملايين طالب، وتوسيع نطاق برامج التغذية المدرسية التي يستفيد منها أكثر من 13 مليون طالب.
كما أكد على تنفيذ مبادرة تشجير ودهان المدارس، حيث تم تشجير أكثر من 17 ألف مدرسة ودهان 119 ألف فصل دراسي لتحسين المناخ التعليمي.
واختتم الوزير اللقاء بالتأكيد على أهمية المتابعة الميدانية، مشيرًا إلى زيارته لأكثر من 400 مدرسة في 24 محافظة خلال العام الدراسي، حرصًا على التواصل المباشر مع العاملين في الميدان والاطلاع على واقع العملية التعليمية.