كتب: خالد فؤاد
يواصل الجيش السوداني زحفه نحو المناطق التي تتمركز بها ميليشيا الدعم السريع، بهدف تحريرها وإعادة الاستقرار وفرض الأمن، بعدما أدت الحرب التي بدأت في أبريل 2023 إلى مقتل الآلاف ونزوح الملايين من أبناء الشعب السوداني.
وفي محاولة لمعرفة تطورات الأوضاع على الأرض، وسبل حل الأزمة وإنهاء الصراع الدائر، أجرى الـ «الاتجاه»، حوارا مع الكاتب والمحلل السياسي البارز مكي المغربي، الذي تحدث بشكل مستفيض عن أسباب الصراع في السودان ودعوات التقسيم والأطراف الخارجية المنخرطة في النزاع والدور المصري وغيرها من الملفات..
وفيما يلي أبرز التصريحات..
الأسلحة التي حصلت عليها ميليشيا الدعم السريع من الخارج تكفي لبناء جيوش برمتها
نجاح الجيش في تحرير عدد من المدن السودانية يؤكد أن المعركة أوشكت على الانتهاء
أرفض وجود أي قواعد عسكرية أجنبية على الأراضي السودانية
أكثر من 80% من الجيش السوداني ذو توجه إسلامي دون انتماء حزبي
تنسيقية «تقدم» أصبحت عدوا للشعب السوداني
دعوات تقسيم السودان «خبيثة» وهدفها التفرقة
لا يجرؤ أحد من ميليشيا الدعم السريع على التقدم نحو الولاية الشمالية خشية رد الفعل المصري
مصر تعتبر الولاية الشمالية السودانية خطا أحمر غير مسموح الاقتراب منه
تقدم ميليشيا الدعم السريع ناحية الولاية الشمالية بمثابة الحرب ضد مصر ولن يحدث ذلك
قدر مصر التاريخي والجغرافي جعلها دائما في المواجهة
أدعو إلى حوار بين النخب الفكرية المصرية والسودانية بعيدا عن بالسلطة
الولايات المتحدة تتبع سياسية «الاحتواء المزدوج» بهدف إضعاف الأطراف وزيادة النفوذ الأمريكي في السودان
قال المحلل السياسي البارز مكي المغربي، إن قوات الجيش نجحت في تحقيق انتصارات كبرى في العاصمة الخرطوم بشكل خاص بعد استعادة السيطرة على مصفاة النفط الواقعة قرب مدينة الجيلي شمال الخرطوم بحري، والتي كانت تحت سيطرة الدعم السريع منذ اندلاع الحرب في إبريل 2023، مشيرا إلى أن نجاح الجيش في مطاردة الميليشيا المتمردة وتحرير عدد من المدن السودانية يؤكد أن المعركة أوشكت على الانتهاء وأن قوات الدعم السريع تلتقط أنفاسها الأخيرة.
وردا على دعوات التقسيم، اعتبر مكي، أن قوات الدعم السريع تستهدف تقسيم السودان بدعم خارجي، وهو ما يرفضه الشعب السوداني جملة وتفصيلا، واصفا هذه الدعوات بـ «الخبيثة» وهدفها التفرقة.
واعتبر المغربي، أن سبب الأزمة السودانية يعود إلى الدعم الخارجي الذي تحصل عليه ميليشا الدعم السريع من دول وجماعات تسعى لتقسيم السودان وبث الفرقة لتحقيق مصالحها الضيقة، قائلا: «ميليشا الدعم السريع، حصلت على سلاح يكفي لبناء جيوش بأكملها».
و قال إن مصر تدعم الاستقرار في السودان وترفض أي دعوات لتقسيمه كما حدث في ليبيا وغيرها من الدول، لما يؤثر ذلك بشكل مباشر على الأمن القومي المصري.
وعن الدعوات التي أطلقها البعض لإثارة الفوضى في الولاية الشمالية الحدودية مع مصر، قال إن الواقع الجيوسياسي يفرض أن يكون الإقليم الشمالي السوداني خط أحمر يعتبر العبث فيه حربا مباشرة على مصر وليس مجرد تهديدات، مشيرا إلى أن ميليشا الدعم السريع لن تجرؤ على الاقتراب من هذه المنطقة ناحية الحدود المصرية خشية رد الفعل المصري، لما يمثله من تهديد واضح ومباشر للدولة المصرية.
وأشار إلى أن هناك تعاون اقتصادي استراتيجي وحيوي بين مصر والسودان، حيث تشهد المنطقة الحدودية خروج ودخول بضائع وشاحنات مصرية من وإلى السودان، وبالتالي الاقتراب من هذه المنطقة خط أحمر بالنسبة لمصر.
وقال مغربي، إن مصر دولة كبيرة، وسقوطها ينعكس بالتبيعة على المنطقة كلها، مشيرا إلى أن هناك محاولات للنيل من مصر وتحجيم دورها في المنطقة خاصة من الاحتلال الإسرائيلي الذي يرى أن مصر هي الدولة الوحيدة المتماكسة في المنطقة، قائلا: «هدف إسرائيل الذي تكرس له كل جهدها هو نزع الريادة الثقافية والسياسية من مصر. وفي حالة وجود هذه القناعة يسهل تفسير أمور كثيرة تحدث في المنطقة من الحروب إلى المهرجانات».
وقال المحلل السياسي، إن قدر مصر التاريخي والجغرافي جعلها دائما في المواجهة، مؤكدا أن سياستها الخارجية نجحت في مجابهة كل هذه التحديات وعرقلة محاولات تحجيم دورها.
ودعا المغربي، إلى حوار نخب فكرية مصرية وسودانية لا علاقة له بالسلطة، قائلا: «الحكومات في البلدين لديها ما يجمعهما وهنالك توافق وسيطرة، لكن النخب تائهة وبعضها بعيد عن مصلحة وادي النيل».
وردا على أحاديث سيطرة جماعة الإخوان على مفاصل الدولة، قال المغربي، إن الإخوان ليس لهم وجود في السودان، لكن هناك أكثر من 80 بالمئة من الجيش السوداني على التوجه الاسلامي، مضيفا: «ومن أراد أن يشكك في هذه النسبة عليه أن يسأل نفسه لماذا الحزبين الكبار في السودان تأسسا على طوائف إسلامية وهما لا علاقة لهم بالاخوان؟ لاحظ أنا أتحدث عن الانتماء للتوجه الإسلامي وليس الانتماء الى جماعة بعينها .. الدين في قلب معادلة الحكم في السودان وكل الدول الوطنية التي قامت في تاريخه على مدى 600 سنة دول إسلامية .. لا استثناء سوى سنتين من بداية حكم النميري وسنة ونصف مع قحت وانتهت هذه الاستثناءات».
وأضاف مغربي في حواره لـ «الاتجاه»: «جمهورية موريتانيا الإسلامية لم يختار لها هذا الإسم إخوان. هو واقع تاريخي ثقافي. كذلك الحزب الاتحادي الديموقراطي في السودان والذي يؤمن بالوحدة مع مصر برنامجه الانتخابي «الجمهورية الاسلامية»، ولا صله له بأي تنظيم إسلامي ولكن قام على قاعدة إسلامية، وهي طائفة الختمية والطرق الصوفية. أتمنى أن ينتبه المفكرون في مصر للفروقات بين التركيبة السياسية بين مصر والسودان، نحن أمام حالتين مختلفتين تماما».
وعلق المغربي على التحركات التي تجريها تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم) مع كافة الأطراف في الداخل والخارج بهدف التوصل لاتفاق حول وقف إطلاق النار وإنهاء النزاع الدائر، قائلا: «تنسيقية تقدم أصبحت عدو للشعب السوداني، ولا تتمتع بأي تواجد في الشارع، وذلك بسبب انحيازها الدائم لميليشيا الدعم السريع بقيادة حميدتي التي سرقت وقتلت واعتدت على النساء السودانيات».
وأضاف مغربي: «تنسيقية تقدم لم تنجح حتى الآن في تحقيق أي أهداف معلنة من تأسيسيها، فلم تقدم أي حلول جوهرية وواقعية للأزمة السودانية، وبالتالي وجودها والعدم سواء».
وعن المحاولات الروسية لإنشاء قاعدة روسية على ساحل البحر الأحمر، رفض مكي وجود أي قواعد أجنبية على الأراضي السودانية، قائلا:« أرفض وجودها، لكن التقديرات العسكرية والأمنية مجال يخص الجيش والمنظومة الأمنية السودانية، وأنا مجرد فرد وألتزم بقرار الدولة النهائي حتى ولو غير مقتنع به».
ويرى مغربي، إن حل الأزمة السودانية، يكمن في تشكيل حكومة وحدة وطنية تمثل كافة مكونات وأطياف الشعب السوداني، معتبرا أن تنفيذ هذه الخطوة ستعزز موقف القوات المسلحة وتجبر المجتمع الدولي على التعاطي بإيجابية، مؤكدا أن حل الأزمة السودانية يأتي من الداخل وليس من الخارج، وأن الشعب السوداني وحده هو القادر على عبور هذه الأزمة وصولا إلى الاستقرار المنشود.
وعلق مكي على فرض الولايات المتحدة على طرفي الحرب قائلا: «الولايات المتحدة تتبع سياسية «الاحتواء المزدوج» بهدف إضعاف كافة الأطراف وزيادة النفوذ الأميركي في السودان.