أكد مفتي الجمهورية، الدكتور نظير عياد، أن شهر رمضان المبارك يحمل معه أجواءً روحانية خاصة، حيث يزداد فيه حرص المسلمين على الطاعات، مما يجعل الحاجة إلى الفتوى أشد حضورًا من أي وقت آخر. وأوضح في حوار مع وكالة أنباء الشرق الأوسط أن دار الإفتاء المصرية تؤدي دورًا محوريًا في إرشاد المسلمين، وفق تعاليم الدين الحنيف، لضمان أداء العبادات بصورة صحيحة.
وأشار إلى أن التطورات الحديثة انعكست على الفتاوى المطلوبة، فلم تعد مقتصرة على الصيام والصلاة، بل امتدت إلى القضايا الرقمية والتكنولوجية، مثل استخدام الذكاء الاصطناعي في تفسير القرآن، وإخراج الزكاة عبر التطبيقات الإلكترونية، وحكم الإفراط في وسائل التواصل الاجتماعي خلال رمضان.
الذكاء الاصطناعي والإفتاء
أوضح المفتي أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يكون أداة مساعدة في تحليل الأحكام الفقهية، لكنه لا يغني عن الاجتهاد البشري، نظرًا لتعقيد عملية الإفتاء التي تتطلب فهم الزمان والمكان والأحوال والأشخاص. وأكد أن الاعتماد على هذه التقنيات يجب أن يكون تحت إشراف ديني متخصص لضمان صحة المعلومات.
الإفتاء والاقتصاد الرقمي
أشار المفتي إلى أن المعاملات المالية شهدت تغيرات كبيرة، خاصة مع انتشار الزكاة والتبرعات الإلكترونية، موضحًا أن الشريعة تسمح بتكييف الأحكام وفق المستجدات، طالما أنها تتماشى مع مقاصد الإسلام.
وسائل التواصل والصيام الإلكتروني
تناول المفتي قضية “الصيام الإلكتروني”، موضحًا أن الانقطاع عن وسائل التواصل الاجتماعي في رمضان قد يكون وسيلة لمجاهدة النفس، وتعزيز الروحانية، خاصة أن هذه المنصات قد تكون مصدرًا للجدل وإهدار الوقت.
دور دار الإفتاء في مواجهة التطرف
أكد المفتي أن دار الإفتاء تتبنى استراتيجية شاملة لمواجهة الفكر المتطرف، من خلال تحليل الفتاوى المتشددة، وتصحيح المفاهيم المغلوطة، مشيرًا إلى ضرورة سنّ تشريعات تحد من إصدار الفتاوى العشوائية من غير المتخصصين.
التوازن بين الأصالة والتجديد
شدد المفتي على أن الاجتهاد الفقهي يسعى إلى تحقيق التوازن بين الحفاظ على الثوابت الشرعية ومواكبة المتغيرات العصرية، مما يضمن خطابًا دينيًا وسطيًا ومتجددًا، يتفاعل مع الواقع دون المساس بجوهر الإسلام.