هل تعلم أن بإمكانك نيل ثواب عمرة كاملة بمجرد صلاة واحدة؟ نعم، الأمر بسيط، فقط توجّه إلى مسجد قباء في المدينة المنورة، أول مسجد بُني في الإسلام، وأول دار عبادة أسسها النبي محمد ﷺ والمسلمون بعد الهجرة من مكة إلى المدينة.
هل ترغب في نيل أجر عمرة كاملة؟ صلاة واحدة في هذا المسجد تُحقق لك ذلك

ففي الحديث الصحيح، يقول رسول الله ﷺ: “من تطهر في بيته ثم أتى مسجد قباء فصلى فيه صلاة، كان له أجر عمرة” (رواه ابن ماجه بسند صحيح). ولهذا السبب، يتدفق الحجاج والمعتمرون من كل فجٍّ عميق إلى هذا المسجد المبارك، طمعًا في نيل هذا الفضل العظيم.
أسس النبي ﷺ المسجد بيده الشريفة، فور قدومه إلى المدينة في ديار بني عمرو بن عوف. وقد سُمي المسجد نسبة إلى البئر القديمة “قباء” التي كانت معروفة في ذلك الموضع. شارك الصحابة الكرام في تشييده، وظل موضع اهتمام خلفائه الراشدين، حيث أعاد الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه بناءه، ثم جدده الخليفة عمر بن عبد العزيز في عهد الدولة الأموية.
ومع مرور القرون، ظل مسجد قباء محط اهتمام ملوك المسلمين، وكانت أبرز توسعاته في عهد الملك فهد بن عبد العزيز عام 1405هـ، حيث زادت مساحة المصلى إلى 5000 متر مربع، وأصبحت المساحة الإجمالية مع المرافق المرافقة نحو 13,500 متر مربع. وفي عام 2022م (1443هـ)، أطلق ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان أكبر توسعة في تاريخه ضمن مشروع الملك سلمان، لتصل مساحته إلى 50 ألف متر مربع، وبسعة استيعابية تقارب 66 ألف مصلٍّ.
يتميز المسجد بهندسته المعمارية الفريدة، إذ يتوسطه فناء داخلي محاط بالمداخل، ويضم أربع مآذن شامخة و62 قبة، بينها قبة رئيسية بارتفاع 25 مترًا. ويضم أيضًا سبعة مداخل رئيسية، و12 مدخلاً فرعيًا، وقاعات مخصصة للنساء تتسع لأكثر من 7000 مصلية، مع أنظمة تبريد مركزية عالية السعة.
وفي مارس 2023، أُسندت مهمة الإشراف على المسجد لهيئة تطوير منطقة المدينة المنورة بهدف رفع مستوى الخدمات وتحسين تجربة الزوار. ومنذ ربيع الآخر 1440هـ، تُفتح أبواب المسجد على مدار الساعة بأمر ملكي من خادم الحرمين الشريفين، في استجابة لإقبال الزوار المستمر.
ويقع مسجد قباء جنوب المدينة المنورة، على بُعد 6 كيلومترات من المسجد النبوي، ويربطهما ممشى مخصص يسلكه الكثير من الزوار سيرًا على الأقدام، إحياءً لسنة النبي ﷺ، الذي كان يزور مسجد قباء ويصلي فيه كل يوم سبت.
ليس مسجد قباء مجرد مبنى أثري، بل هو نبض من تاريخ الأمة الإسلامية، ومقصد روحاني لكل مسلم يرجو الأجر ويستلهم من المكان عبق النبوة، وجلال الرسالة، وروح البدايات. في جنباته، تمتزج عبادة القلب بخشوع الجسد، ويتجدد التاريخ في كل ركعة وسجدة.