حذر مرصد الأزهر لمكافحة التطرف في تقرير له من تصاعد خطر إستراتيجية “الذئاب المنفردة” التي يعتمد عليها تنظيم داعش الإرهابي. وأوضح المرصد أن هذه الاستراتيجية تمثل تهديدًا أمنيًا خطيرًا يصعب كشفه أو إحباطه، حيث تمكن التنظيم من نقل معركته من الشرق إلى الغرب باستخدام هذا الأسلوب، الذي يتيح له تنفيذ عمليات إرهابية دون الحاجة إلى قدرات تنظيمية معقدة، مما يزيد من الرعب والفوضى.
وأشار التقرير إلى أن الذئاب المنفردة هم أفراد تأثروا بأفكار التنظيم المتطرفة عبر الإنترنت، وقرروا تنفيذ هجمات إرهابية بشكل مستقل دون تلقي أوامر مباشرة. كما أضاف المرصد أن هذا الأسلوب يختلف عن استراتيجية تنظيم القاعدة، الذي اعتمد على إرسال مقاتلين لتنفيذ هجمات مباشرة في الغرب، كما حدث في أحداث 11 سبتمبر.
ونوه التقرير إلى أن تنظيم داعش استغل وسائل التواصل الاجتماعي والتكنولوجيا الحديثة في تجنيد الأفراد وتحفيزهم على تنفيذ عمليات إرهابية، من خلال التدريب عن بُعد، والتواصل عبر التطبيقات المشفرة، وبث رسائل تحريضية تدعو لاستهداف المصالح الغربية.
كما كشف مرصد الأزهر عن التحديات القانونية والأمنية التي تواجه الدول في التصدي لهذه الظاهرة، خاصةً استغلال التنظيم للثغرات المالية والقانونية لتمويل عملياته بعيدًا عن الرقابة.
وفي ختام التقرير، شدد المرصد على ضرورة معالجة جذور الفكر المتطرف وعدم الاقتصار على الحلول الأمنية فقط، مع التأكيد على أهمية التصدي لظاهرة الإسلاموفوبيا التي يستغلها المتطرفون في الشرق والغرب لتبرير العنف ونشر الكراهية.