أعلنت شركة مايكروسوفت عن عرض نقل كبير لموظفيها العاملين في مجال الذكاء الاصطناعي المقيمين في الصين، مما يمنح هؤلاء العمال خيار الانتقال إلى مواقع خارجية مثل الولايات المتحدة وأستراليا وأيرلندا، وهذا القرار يؤثر على حوالي 700 إلى 800 موظف، معظمهم يعملون في مجال التعلم الآلي ضمن فريق الحوسبة السحابية في Azure، وقد يحصل عدد صغير منهم أيضًا على فرص للتناوب الدولي.
وفقًا لتقرير وول ستريت جورنال، طلبت مايكروسوفت من مئات الموظفين في عمليات الحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي في الصين التفكير في الانتقال إلى خارج البلاد، ويجد عملاق التكنولوجيا الأمريكي نفسه في مرمى التوترات المتزايدة بين الولايات المتحدة والصين، مما يدفع الشركة لاتخاذ خطوات استراتيجية للحفاظ على استمرارية أعمالها.
أمام الموظفين مهلة حتى 7 يونيو لتحديد ما إذا كانوا سينتقلون أو سيبقون في مناصبهم الحالية، وتأتي هذه الخطوة في الوقت الذي أوقفت فيه مايكروسوفت التوظيف الجديد في الصين، مما يؤثر على مكاتبها في بكين وشنغهاي وسوتشو، ورغم هذه التغييرات، تؤكد مايكروسوفت التزامها بعملياتها في الصين والأسواق العالمية الأخرى.
ويعكس عرض النقل هذا القضايا الجيوسياسية الأوسع، وخاصة الحرب التكنولوجية المتصاعدة بين الولايات المتحدة والصين، وأصبحت تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي نقطة خلاف حاسمة، حيث تدرس إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن فرض قيود جديدة على تصدير نماذج الذكاء الاصطناعي إلى الصين. تزيد هذه القيود من التحديات التي تواجه الشركات الصينية في الوصول إلى أشباه الموصلات المتقدمة وأدوات صنع الرقائق.
في العام الماضي، قامت مايكروسوفت بنقل بعض كبار الباحثين في مجال الذكاء الاصطناعي من الصين إلى مختبر جديد في فانكوفر، كندا، كجزء من مبادرة عالمية لدمج المواهب من مختلف البلدان، ويُنظر إلى عرض النقل الحالي كاستجابة استراتيجية للنزاعات التجارية والتكنولوجية المستمرة بين الولايات المتحدة والصين.
زادت الولايات المتحدة مؤخرًا التعريفات الجمركية على العديد من الواردات الصينية، بما في ذلك السيارات الكهربائية وأشباه الموصلات، مما أدى إلى تفاقم العلاقات، وقد وعدت الصين باتخاذ إجراءات لحماية مصالحها ردًا على هذه الإجراءات. من ناحية أخرى، تؤكد مشاركة مايكروسوفت طويلة الأمد في الصين، والتي تعود إلى عام 1992، على تفانيها في الحفاظ على وجودها في المنطقة رغم التحديات المستمرة.