بدأت مؤسسة لايف للإغاثة والتنمية Life For Relief and Development في مصر وعدة دول حول العالم تنفيذ توزيعات الأضاحي، وذلك في ظل ظروف عالمية قاسية وفقاُ لإحصاءات برنامج الأمم المتحدة الإنمائي والتي أكدت وجود أكثر من 2.8 مليار شخص يعيشون في ظل الفقر، مليار منهم تحت خط الفقر المدقع، نصفهم من الأطفال!
ويؤكد عمر ممدوح مدير قسم المشروعات أن المؤسسة تعمل منذ أكثر من 32 عاماً على إطلاق مشروع الأضاحي لتيسير المهمة على المسلمين الذين يرغبون في إيصال لحوم الأضاحي لآلاف العائلات المتعففة حول العالم، خاصة مع الاستغاثة من المجاعة في غزة والسودان ودول أخرى لعيدين أو أكثر على التوالي، وزيادة أعداد اللاجئين والنازحين قسراً في دول كمصر واليمن والأردن والعراق وغيرها من دول أفريقيا، وما يعانيه العالم بشكل عام من التضخم وارتفاع في أسعار اللحوم والسلع الغذائية قائلاً: ” نحن الآن في 2025 ولا يزال هناك من يتمنون أن يتذوقوا طعم اللحم، وينتظرون أصحاب الخير من العيد للعيد لأجل ذلك، بل هناك أطفال يشمون رائحة الشواء خلال العام، ويطالبهم أهاليهم بانتظارنا في عيد الأضحى!
فنحن عندما نتحدث عن مشروع الأضاحي سنجد أن له كينونة خاصة، فهو من رحمات الله عز وجل على الأسر المتعففة، فإذا تحدثنا عن مشروعات أخرى مثل كفالة الأيتام أو الإغاثات الطارئة فسنجد أننا نقدم للأسر المتعففة ما تراه “المؤسسة” ضرورياً، لكن في بعض الأوقات هناك فارقاً بين ما يحتاجه الفرد وما يتمناه”.
لحوم الأضاحي للمتعففين … بنفس الجودة التي يتناولها أبناؤنا!
وعن آليات إعداد وتوزيع لحوم الأضاحي يضيف قائلاً: “تبقى نوعية الدعم الذي نقدمه خلال عيد الأضحى مختلفة، فإنها منحة من الله عز لهؤلاء المتعففين، فإذا تخيّلت أرمله تقطن مخيم للنازحين، فبشكل طبيعي إذا وصلتها 10 دولارات، فستعطي الأولوية لشراء المواد الأساسية، ولن تتطرق إلى بند اللحوم أبداً، ولكن عندما تصلها المساعدة في صورة لحوم فإن هذا شيءٌ سيتناوله أفراد الأسرة الآن، لأنه أتاهم بالفعل في هذه الصورة، وهذا من روائع مشروع الأضاحي.
ونحن في “لايف” نحرص على العمل بجودة عالية في هذا المشروع، من خلال التأكد من أن جميع الأضاحي تتبع المواصفات الشرعية، ونتأكد أن اللحوم التي تصل للمحتاجين وللأسر المتعففة هي لحوم طازجة، لأن بعض المؤسسات تقدم لحوم مجمدة، وهذا ليس من مبادئنا أبداً، فما سيأكله المتعفف يكون بنفس جودة ما يأكله أهل بيوتنا”.
توزيعات الأضاحي في صعيد مصر.. الأكثر استحقاقاً
وقد بدأت فرق “لايف” التنفيذية في توزيع الأضاحي في مصر، ويستمر ذلك حتى صباح اليوم الرابع من العيد، وهو نهاية الوقت المحدد لتنفيذ الأضاحي، ويستمر التواصل بين فريق قبول التبرعات وفريق التنفيذ حتى ذلك الموعد، فيما يستمر البث المباشر ونشر الصور تباعًا على الموقع ووسائل التواصل الاجتماعي.
وتعطي “لايف” الأولوية للوصول للمتعففين الأكثر استحقاقاً كالقرى الفقيرة جنوب مصر، والمتعففين من اللاجئين السودانيين والسوريين وغيرهم في مصر.
وكذلك الحال للأكثر احتياجاً وفقراً في مخيمات النازحين في الدول العربية، وضحايا الكوارث الطبيعية والحروب، وملاجئ الأيتام والأرامل وكبار السن، وغيرهم من الفقراء كما كانت الجهود لتوزيع لحوم الأضاحي في السودان خلال عامين رغم ضراوة الحرب!
أضاحي غزة اطعمت 100 ألف نازح في 2024
وقد عملت “لايف” في غزة خلال موسم عيد الأضحى في العام الماضي رغم الظروف الصعبة التي واجهها رجال الإغاثة، وهنا يوضح الدكتور عبد الوهاب علاونة مدير المكتب الإقليمي لفلسطين والأردن قائلاً: “برغم الأوضاع بذل فريق لايف في قلب غزة جهداً حثيثاً ليطعم بلحوم الأضاحي 100 ألف نازح!
فبعد دفع سهم الأضحية يتم شراء الأضحية وذبحها في أيام عيد الأضحى المبارك – لتوفر 14 كيلو من اللحم – ثم يتم تعبئتها معلبة وتشحن إلى الأردن ليستلمها فريقنا هناك، وتدخل إلى قطاع غزة.
وتتميز بأنها سريعة التحضير وتتكيف مع ظروف النزوح المتكرر، ومطابقة لشروط الأضحية، لا تحتاج إلى تبريد، ويستلمها النازحون معلبة أو مطهية في وجبات ساخنة”.
بين المتبرع والمتعفف … شبكة وصل الثقة!
وعن معايير العمل خلال مواسم الأعياد يضيف قائلاُ: ” بشكل عام نضع نصب أعيننا كيف نُسعِد المتبرع ونرضيه، ونكون مؤتمنين على أمواله، وأن نتعامل على أن هذه الأموال هي أموالنا الخاصة، لذا يجب أن نحسن توظيفها في الخير بأفضل شكل ممكن.
وخلال تنفيذ المشاريع المختلفة التي تحتوي على أغذية، نضع في الاعتبار كيف يستفيد هؤلاء المحتاجين من اللحوم وكيف يحفظونها حتى تتواجد معهم لأطول فترة ممكنة، وهذا يعطينا الفرصة لأن نتوسع عامٌ بعد عام لزيادة عدد الدول التي نعمل فيها خلال موسم الأضحى والتي وصلت لـ 39 دولة حول العالم، ونعمل هذا العام في: مصر ،غزة، أفغانستان، بنغلاديش، البوسنة، جيبوتي، أثيوبيا، جامبيا، غانا، هاييتي، الهند، إندونيسيا، العراق، ساحل العالج، الأردن، كينيا، لبنان، مالي، موريتانيا، ميانمار، نيجيريا، باكستان، السنغال، سيراليون، الصومال، صومالي لاند، سيريلانكا، السودان، سوريا، تنزانيا، توجو، تركيا، أوغندا، الضفة الغربية، اليمن والولايات المتحدة الأميركية.
حفلات العيد العائلية للأيتام في مصر و 22 دولة… بسمة من عمق الألم
كما تعمل “لايف” على إقامة حفلات الأيتام العائلية خلال أيام العيد، وذلك من خلال برامج ترفيهية وأنشطة الدعم النفسي للأطفال وأسرهم، والذي يكون سبباً في صناعة بعضاً من السعادة لتخفف بعضاً من الأجواء النفسية العصيبة التي يمرون بها طوال العام، خاصة من يقطنون مخيمات الإيواء في مناطق الحروب والكوارث، حيث تتكفل “لايف” إلى يومنا هذا بـ 13,100 يتيم حول العالم من ضمنها مصر حيث تم توزيع الكفالات المالية الشهرية، إلى جانب منح الأطفال ملابس العيد والحلوى والهدايا.