في كثير من الأحيان، تضعنا الحياة أمام مفترق طرق يتطلب قرارات سريعة، غير مخطط لها مسبقًا. قد تضطر لاختيار كلية لم تكن في حساباتك، أو قبول وظيفة خارج مجال تخصصك، أو السفر والابتعاد عن العائلة، أو حتى إنهاء علاقة أو الارتباط بشخص لم تتوقع يومًا أن تشاركه حياتك. هذه القرارات قد تُتخذ تحت ضغط الواقع، أو بناءً على معلومات ناقصة، أو ببساطة لأنها بدت في لحظتها أفضل ما يمكن فعله.
لكن مع مرور الوقت، يبدأ البعض في الشعور بالندم. تتسلل إليهم أفكار “ماذا لو؟”، ويبدأ جلد الذات. ويُفتح باب المقارنة مع اختيارات الآخرين، وتبدأ الأسئلة التي لا تنتهي: هل أخطأت؟ هل كان يمكن أن أكون في حالٍ أفضل؟ هذه المشاعر قد تكون مرهقة، وقد تعيقنا عن الاستمتاع بالحاضر، أو السعي نحو مستقبل أفضل.
الخبر الجيد أن الندم شعور طبيعي، بل إنه دليل على الوعي والمسؤولية، لكنه يحتاج إلى إدارة ذكية حتى لا يتحول إلى عبء نفسي. إليك أربع خطوات عملية للتعامل مع الندم، مستندة إلى نصائح الخبراء في علم النفس، من بينهم فريق موقع BetterUp.
أربع خطوات فعالة للسلام النفسي

-
تقبّل قراراتك.. واحتوِ نتائجها
الخطوة الأولى، وربما الأهم، هي القبول. لا فائدة من المقاومة أو الإنكار. القرار قد تم، والنتائج بدأت تظهر. ما تحتاجه الآن هو الاعتراف بأنك تصرفت بأفضل ما كان لديك من معطيات في حينها. ربما لم يكن الخيار مثاليًا، لكنه كان ممكنًا. ركز على ما يمكنك فعله الآن، بدلًا من اجترار ما فات. اسأل نفسك: كيف أستفيد من وضعي الحالي؟ ما الفرص التي يمكن أن تنبثق من هذا الواقع الجديد؟ القبول لا يعني الاستسلام، بل يعني أن تبدأ من حيث أنت، لا من حيث كنت تتمنى أن تكون.
-
لا تقسو على نفسك
من أكثر الأشياء التي تسرق منا السلام النفسي هي القسوة الذاتية. حين نخطئ، نُحاكم أنفسنا بقسوة تفوق ما قد نفعله مع الآخرين. نتحدث إلى أنفسنا بلغة مليئة باللوم والإهانة، وننسى أننا بشر، نُجرب، نُخطئ، ونتعلم. بدلًا من ذلك، حاول أن تتحدث مع نفسك كما تفعل مع صديق عزيز: بتفهم، ورفق، وتعاطف. هذا لا يعني تبرير الأخطاء، بل يعني أن تتعامل معها بنضج دون أن تفقد احترامك لذاتك.
-
تعامل مع الخطأ بوعي.. لا بانفعال
القرارات غير الصائبة قد تؤدي إلى أخطاء، وبعضها قد يكون مكلفًا أو مؤلمًا. لكن الخطأ في حد ذاته ليس نهاية العالم، بل هو بداية لمرحلة التعلم والنضج. لا تقف عند الخطأ تندب حظك، بل حوّله إلى وقود يدفعك نحو التغيير. اسأل نفسك: ما الذي يمكنني فعله لتصحيح المسار؟ هل هناك خطوات عملية لتقليل الضرر؟ هذا الوعي هو ما يميز الأشخاص الذين يتحولون من التجربة إلى الإنجاز، بدلًا من الوقوع في فخ الشلل العاطفي.
-
درّب نفسك على المرونة النفسية
المرونة النفسية ليست مجرد صفة، بل مهارة يمكن بناؤها. تعني المرونة قدرتك على النهوض بعد كل سقوط، على المضي قدمًا رغم الخسائر، على التحلي بالأمل في أصعب الأوقات. ويمكنك تطويرها عبر خطوات بسيطة: اكتب يوميًا ثلاثة أشياء أنت ممتن لها، راجع إنجازاتك مهما بدت صغيرة، احط نفسك بأشخاص إيجابيين يدعمونك لا يحبطونك، وذكر نفسك دومًا أنك أقوى مما تتخيل.
لكن مع مرور الوقت، يبدأ البعض في الشعور بالندم. تتسلل إليهم أفكار “ماذا لو؟”، ويبدأ جلد الذات. ويُفتح باب المقارنة مع اختيارات الآخرين، وتبدأ الأسئلة التي لا تنتهي: هل أخطأت؟ هل كان يمكن أن أكون في حالٍ أفضل؟ هذه المشاعر قد تكون مرهقة، وقد تعيقنا عن الاستمتاع بالحاضر، أو السعي نحو مستقبل أفضل.
الخبر الجيد أن الندم شعور طبيعي، بل إنه دليل على الوعي والمسؤولية، لكنه يحتاج إلى إدارة ذكية حتى لا يتحول إلى عبء نفسي. إليك أربع خطوات عملية للتعامل مع الندم، مستندة إلى نصائح الخبراء في علم النفس، من بينهم فريق موقع BetterUp.
كل تجربة تمر بها، سواء كانت ناجحة أو مؤلمة، تصقلك وتُعلّمك. لا تسمح للندم أن يشلك، بل اجعله نقطة انطلاق. تذكّر دائمًا أن الحياة لا تسير وفق مخططاتنا بدقة، لكنها تمنحنا دومًا فرصة جديدة لنصنع ما هو أفضل.