تحل اليوم، الثلاثاء 27 مايو، ذكرى ميلاد الفنانة الراحلة فاتن حمامة، الملقبة بـ”سيدة الشاشة العربية”، والتي تركت بصمة لا تُمحى في تاريخ السينما والدراما العربية، وظلت أيقونة للجمال والموهبة والالتزام الفني لعقود طويلة.
رحلة فاتن حمامة مع السينما

بدأت رحلة فاتن حمامة مع السينما مبكرًا للغاية، حين نشر اسمها في الصحف عام 1940 كأول طفلة تشارك في فيلم مصري، وهو فيلم “يوم سعيد” بطولة محمد عبد الوهاب. أثارت مشاركتها حينها ضجة كبيرة، وصلت إلى حد دعوة بعض المجلات لحماية الطفلة من التمثيل، لما اعتبروه مجهودًا يفوق طاقتها.
ورغم هذه البداية المثيرة، شقت فاتن حمامة طريقها بثبات وموهبة استثنائية، لتصبح فيما بعد واحدة من أبرز نجمات السينما العربية، حيث تعاونت مع كبار المخرجين والكتاب، وقدمت عشرات الأعمال التي تُعد علامات في تاريخ الفن المصري، من أبرزها “دعاء الكروان”، “بين الأطلال”، “الحرام”، و”ليلة القبض على فاطمة” عام 1984. وكان آخر أفلامها السينمائية “أرض الأحلام” عام 1993.
أما في مجال الدراما، فقد حققت حضورًا استثنائيًا، حيث قدمت مسلسلات خالدة مثل “ضمير أبلة حكمت” و”وجه القمر” عام 2000، الذي شكل عودة فنية قوية اختتمت بها مشوارها الطويل.
وعلى الصعيد الشخصي، مرت فاتن حمامة بثلاث تجارب زواج، أولها من المخرج عز الدين ذو الفقار عام 1947 أثناء تصوير فيلم “أبو زيد الهلالي”، وانتهت بالطلاق عام 1954. وفي عام 1955 تزوجت من الفنان العالمي عمر الشريف، الذي شكلت معه ثنائيًا فنيًا وحياة عاطفية ألهمت الأجيال، قبل أن يفترقا لاحقًا. وكان زواجها الثالث من الطبيب المصري الدكتور محمد عبد الوهاب، والذي استمر حتى وفاتها في يناير 2015.
وتبقى قصة حبها لعمر الشريف واحدة من أشهر قصص الحب في الوسط الفني، حيث لم يتردد الشريف في الإقرار مرارًا بأن فاتن كانت المرأة الوحيدة التي سكنت قلبه، قائلًا: “مفيش ست سكنت قلبي إلا سيدة الشاشة العربية”.
خلال مسيرتها، حصدت فاتن حمامة عشرات الجوائز، من بينها 13 جائزة كبرى، أبرزها دكتوراه فخرية من الجامعة الأمريكية ببيروت عام 2013، وجائزة “نجمة القرن” من منظمة الكتاب والنقاد المصريين عام 2000، تقديرًا لإسهامها الفريد في الارتقاء بالسينما العربية.
رحلت فاتن حمامة عن عالمنا في عام 2015، لكنها ما زالت حية في وجدان محبيها، رمزًا للفن الراقي والمرأة الملهمة التي صاغت هوية السينما العربية بموهبتها ورقيها.