مع انطلاق الإجازة الصيفية، يبدأ الطلاب في رسم خططهم لقضاء الوقت بين الدورات التدريبية والأنشطة الرياضية والسفر والترفيه، غير أن دمج عادة القراءة ضمن هذه الخطط يشكل خطوة جوهرية نحو تنمية الذات. فالقراءة لا تسهم فقط في إثراء المعرفة، بل تفتح آفاق الخيال، وتُحسّن اللغة، وتعزز التوازن الفكري والنفسي.
ولتشجيع الأطفال على القراءة خلال الصيف، قدم موقع Cottage Notebook مجموعة من الخطوات العملية التي تساعد الآباء والأمهات على غرس عادة القراءة لدى أبنائهم وبناء علاقة صحية مع الكتب.
وفيما يلي أبرز هذه الخطوات:

- تحديد دافع القراءة
ينصح الخبراء بالبدء بمساعدة الطفل على فهم السبب الذي يدفعه للقراءة: هل يسعى إلى المتعة؟ إلى تعلّم شيء جديد؟ أم إلى تحسين مهاراته اللغوية؟ إن فهم الطفل لدافعه الشخصي يعزز ارتباطه بالقراءة ويحولها من مهمة مفروضة إلى عادة يرغب في ممارستها بملء إرادته. - تخصيص وقت ثابت للقراءة
لترسيخ عادة القراءة، يُنصح بجعلها جزءًا من روتين الحياة اليومية. يمكن تخصيص وقت محدد للقراءة مثل ما قبل النوم، أو بعد تناول الغداء، أو خلال فترات الراحة. ويمكن أن يشارك الوالدان أبناءهم اللحظة بالقراءة المشتركة أو حتى بالجلوس إلى جوارهم للقراءة الصامتة، بما يعكس أن القراءة نشاط أسري محبب. - تهيئة مكان مريح ومحفز
لخلق بيئة مشجعة على القراءة، يُفضل إعداد زاوية مريحة ومخصصة لذلك: مقعد محبب، إضاءة مناسبة، وبيئة هادئة خالية من مصادر الإلهاء مثل الهواتف أو التلفاز. المكان لا يحتاج أن يكون فاخرًا، بل يكفي أن يمنح الطفل شعورًا بالراحة والخصوصية ويجذب اهتمامه. - تحويل القراءة إلى خيار أول في أوقات الفراغ
من المهم تعليم الأطفال أن القراءة ليست مرتبطة فقط بوقت محدد، بل يمكن ممارستها في أي لحظة: أثناء الانتظار في العيادة، في المواصلات، أو حتى خلال فترات الراحة القصيرة. وجود كتاب صغير، إلكتروني أو صوتي، في متناول اليد، يمكن أن يحول اللحظات العابرة إلى فرص ذهبية لتعزيز القراءة.
من خلال هذه الخطوات البسيطة، يمكن تحويل الإجازة الصيفية إلى فرصة مثمرة لبناء علاقة دائمة مع الكتاب، وجعل القراءة جزءًا أصيلاً من أسلوب حياة الطفل، وهو ما ينعكس إيجابيًا على مستقبله الفكري واللغوي.