كتب: الاتجاه
بمجرد صدور قرار البنك المركزي، الأربعاء الماضي، بالسماح لسعر صرف الجنيه بالتحرك وفقا لآليات السوق، توافد المصريون العاملون في الخارج من مختلف دول العالم لتحويل مدخراتهم داخل البنوك المصري بعدما شهدت عزوفا خلال الآونة الأخيرة، جراء فروق الأسعار بين سعر البنك الرسمي والسوق الموازية للدولار.
يقول الدكتور عيسى إسكندر رئيس اتحاد العمال المصريين في إيطاليا، ومدير معهد أوريسبس للدراسات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، في حوار اختص به الـ «الاتجاه»، أن هذا القرار كان له مردودا إيجابيا على العاملين المصريين في إيطاليا، والذين يتجاوز عددهم الـ نص مليون مصري، مشيرا إلى إنه رغم تأخر صدور القرار كثيرا إلا إنه يحمل أهمية خاصة، مؤكدا أن كافة العاملين في إيطاليا اتجهوا للبنوك الرسمية لتحويل مدخراتهم إلى عائلاتهم وذويهم في مصر.
الترويج للمناخ المصري
وقال عيسى في حواره، إن مصر أصبحت أرضا خصبة للاستثمار والتنمية، جراء قرارات الإصلاح الاقتصادي الذي اتخذته الحكومة والقيادة السياسية طيلة السنوات الماضية، مضيفا: «ما فيش مستثمر هيجي البلد بدون طرق وكباري وبنية تحتية».
وأضاف: «اتفقنا مع وزير الشباب الدكتور أشرف صبحي على فتح كافة مراكز الشباب في مختلف محافظات الجمهورية، من أجل تدريب الشباب والعمالة المصرية وتوفير فرص عمل لهم داخل إيطاليا، مع خضوعهم لدورات تدريبية داخل معهد دون بوسكو لتعليم اللغة الإيطالية لتأهيل الشباب المصري للعمل في إيطاليا».
دعم الصناعة الوطنية
وعن جهود الاتحاد لدعم الصناعة المصرية، قال رئيس اتحاد العمال المصريين في إيطاليا، إن الاتحاد يجري حاليا لقاءات مكثفة مع رجال الأعمال والمستثمرين الايطاليين من أجل الترويج للمناخ في مصر وتوضيح حقيقة الأوضاع والاتفاق على إقامة مصانع داخل مصر لتوطين الصناعة المحلية ونقل الخبرات الإيطالية وتكنولوجيا التصنيع في الداخل المصري.
البيروقراطية الحكومية
وعن العراقيل التي تواجه عمل الاتحاد، قال عيسى، رغم وجود تعاون من مختلف الجهات والوزارات الحكومية والحرص الشديد على الاستماع لاحتياجات المصريين في الخارج ودعمهم، إلا أن هناك بعض الوزارات التي تتباطأ في التواصل مع الاتحاد، مثل وزارة القوى العاملة ووزارة الهجرة، حيث تم التواصل مع كلا منهما على حدة، إلا إنه حتى الآن لم نتلق أي ردود منهم، رغم حرص وزير الشباب الدكتور أشرف صبحي على التواصل معنا والتنسيق مع الاتحاد في مختلف الملفات والقضايا.
وقال عيسى، إن الاتحاد قدم عدة مطالب لوزارة الإسكان للتعرف على احتياجات المصريين في الخارج وتقديم تسهيلات لهم فيما يتعلق بشراء أراض وعقارات في مصر بالعملة الصعبة، قائلا: «أي مغترب يسعى دائما إلى امتلاك قطعة أرض أو عقار داخل بلده، وبالتالي وجود تسهيلات في عملية الشراء والتخصيص سيكون لها مردود فعال لجذب السيولة الدولارية.
وطالب عيسى بتخصيص، إدارة مختصة داخل وزارة الإسكان لمتابعة شؤون المصريين في الخارج وتخصيص أطروحات لهم بشكل مستمر، والاستماع إلى مشاكلهم وحلها على الفور».
وأضاف عيسى: «مصر تعاني مثل كل دول العالم، جراء أزمات كورونا والحرب الروسية وهجمات الحوثيين في البحر الأحمر، وغيرها من التحديات، والمصريين في الخارج على أتم الاستعداد للمشاركة وعم بلادهم في هذه الأوضاع الاقتصادية الصعبة».