في صباح الأول من مايو، بينما يحتفل عمال العالم بكرامتهم التي كفلتها القوانين، يقف العامل الفلسطيني على حافة الجدار لا يحمل لافتة احتفالية، بل تصريحًا باهتًا للعمل أو قائمة طويلة من الأحلام المؤجلة. لا وقت للورود، ولا مكان للزينة. في فلسطين، يُدفن شهداء لقمة العيش، ويطارد الجوعُ والاحتلالُ العمالَ بدلًا من أن يُكافأوا في يومهم العالمي.
عيد العمال الفلسطيني هذا العام لم يكن سوى شهادة جديدة على الظلم والقهر المتواصلين، حيث يتضاعف الألم، وتُجرَح الكرامة كل يوم، وتُمد الأيدي لمستقبل لا يأتي. ووفق تقرير صادر عن الاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين، لا يزال عشرات الآلاف من العمال محرومين من رواتبهم منذ أكثر من 17 شهرًا، وسط صمت عالمي مريب، فيما تتفاقم نسبة البطالة لتتجاوز 56% في المجتمع الفلسطيني، أي ما يعادل أكثر من 507 آلاف عاطل عن العمل.
شهداء لقمة العيش في أرقام موجعة
أوضح الاتحاد أن 18 عاملًا فلسطينيًا ارتقوا منذ بداية عام 2025 حتى الأول من مايو، منهم:
-
3 استُشهدوا أثناء تنقلهم للعمل عبر الجدار الفاصل بفعل الاحتلال.
-
العامل رأفت حماد الذي سقط من الطابق الخامس بعد اقتحام قوات الاحتلال لمكان عمله.
-
2 استُشهدا في الداخل المحتل بحوادث عمل.
-
6 شهداء لقمة عيش بالضفة، منهم طفلان.
-
بالإضافة إلى 4 عمال أجانب لقوا حتفهم داخل الخط الأخضر.
أما العام الماضي (2024)، فقد بلغ عدد شهداء لقمة العيش 56 شهيدًا، بينهم:
-
25 في سوق العمل بالضفة.
-
14 داخل أراضي عام 48.
-
2 من غزة توفوا في مراكز الإيواء بالضفة.
-
عامل واحد استُشهد أثناء اعتقاله.
ومنذ بدء العدوان في 7 أكتوبر 2023 وحتى اليوم، استُشهد 33 عاملًا فلسطينيًا خلال تنقلهم للعمل أو داخل مواقع العمل، أو في مراكز الإيواء، نتيجة القهر والفقر والأمراض.
اعتقال وتنكيل وغياب الحماية
البيانات تكشف عن اعتقال أكثر من 11 ألف عامل فلسطيني من الضفة وغزة، تم اعتقالهم من أماكن عملهم أو من مراكز الإيواء، في ظل غياب شبه كامل للحماية الاجتماعية، حيث 89% من العمال الفلسطينيين لا يتمتعون بأي شكل من الضمان أو التقاعد.
ويُقدّر الاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين الخسائر الشهرية للعمال الفلسطينيين بـ 1.35 مليار شيكل، وسط ارتفاع في نسب الفقر والجوع.
مطالبات ومناشدات
وجه الاتحاد دعوة عاجلة إلى:
-
منظمة العمل الدولية والاتحادات والنقابات الدولية للضغط على الاحتلال لوقف ملاحقة العمال.
-
الإفراج الفوري عن جميع العمال المعتقلين.
-
إجبار إسرائيل على تعويض العمال الفلسطينيين الذين حرموا من عملهم بسبب الحرب، خاصة وأن 25% من القوى العاملة الفلسطينية كانت تعمل في الداخل المحتل.
كما طالب الحكومة الفلسطينية، خاصة وزارة العمل واتحاد الغرف التجارية، إلى:
-
تشجيع الاستثمار المحلي.
-
الاعتماد على الصناعة الوطنية.
-
ضبط أسعار الأسواق لضمان القدرة الشرائية للطبقة العاملة.
في ختام البيان
وجّه الاتحاد تحية لصمود العمال الفلسطينيين، وقدم أحر التعازي لعائلات شهداء لقمة العيش، داعيًا الله أن يعود الأول من أيار المقبل وقد تحقق التحرر والعدالة الاجتماعية، وأُقيمت الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
هل ترغب في تحويل هذا النص إلى تقرير صحفي مختصر أو منشور خاص بيوم العمال؟