في خطوة رائدة نحو تعزيز صناعة الطيران، نجح علماء روس من جامعة “أومسك” التقنية الحكومية في تطوير تقنية مبتكرة تساهم في زيادة دقة تصنيع أجزاء محركات الطائرات المصنوعة من سبائك التيتانيوم والألمنيوم، تأتي هذه الجهود في إطار السعي المستمر لتقليل وزن الطائرات دون المساس بجودتها وأدائها.
من أبرز التحديات التي تواجه صناعة الطيران هي تقليل وزن الأجزاء المكونة للطائرة، مما يؤدي إلى تحسين كفاءة استهلاك الوقود وزيادة الحمولة، ومع ذلك، فإن تقليل الوزن غالباً ما يقترن بانخفاض في صلابة الأجزاء وتغير شكلها، مما يؤثر على أداء الطائرة وسلامتها.
تُعتبر سبائك التيتانيوم والألمنيوم من المواد الخفيفة والقوية في نفس الوقت، وهي مثالية لصناعة أجزاء الطائرات مثل الأقراص والأجنحة والشفرات والحلقات، ومع ذلك، تتعرض هذه المواد لمشكلات عديدة مثل الصلابة المنخفضة وصعوبة معالجتها، مما يؤدي إلى رفض عدد كبير من القطع المصنعة وزيادة وقت الإنتاج.
توصل علماء جامعة “أومسك” إلى طريقة مبتكرة لتقليل عدد الأجزاء المعيبة دون التأثير على جودة الإنتاج، وتعتمد هذه التقنية على مراعاة جميع العوامل المؤثرة على دقة المعالجة مثل متانة القطع وقوى التثبيت والضغوط المتبقية في المادة.
بحسب ما أوضحه جريجوري نيستيرينكو، الأستاذ المشارك في قسم “الهيدروميكانيك وآلات النقل” في جامعة أومسك، فإن الفريق البحثي قد نجح في إنشاء نموذج رياضي يمكنه حساب الظروف المثلى لمعالجة كل جزء، مما يقلل من عدد الأجزاء المعيبة ويزيد من الإنتاجية، وهذا التطوير من شأنه أن يجعل السفر الجوي أكثر سهولة وأمانًا.
وأظهرت الدراسات التجريبية باستخدام عينات خاصة أن منهجية التنبؤ بالأخطاء يمكن تطبيقها بنجاح في مرحلة الإعداد التكنولوجي للإنتاج، وبينت النتائج أن التناقض بين القيم المحسوبة والقيم الفعلية لم يتجاوز 10%، مما يعكس دقة وفعالية هذه التقنية الجديدة.
تعتبر هذه التقنية قفزة نوعية في مجال صناعة الطيران، حيث تساهم في تحسين جودة الأجزاء المصنعة وزيادة سرعة الإنتاج وتقليل التكاليف، ومن المتوقع أن يؤدي ذلك إلى تحسين كفاءة الطائرات وتقليل تكاليف الصيانة والتشغيل، مما يعزز من قدرة شركات الطيران على تقديم خدمات أفضل وأقل تكلفة للمسافرين.