عقد الدكتور محمد عبد اللطيف، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، اليوم، لقاءً موسعًا مع محرري ملف التعليم بوكالة أنباء الشرق الأوسط وعدد من الصحف والمواقع الإلكترونية، وذلك في إطار تعزيز التواصل الإعلامي واستعراض آخر استعدادات الوزارة لامتحانات الثانوية العامة للعام الدراسي 2024 – 2025، إلى جانب استعراض الخطط والإجراءات التي تم اتخاذها للنهوض بالعملية التعليمية.
وفي مستهل اللقاء، ثمّن وزير التربية والتعليم الدور المحوري للإعلام في توعية الرأي العام وتوضيح الحقائق، مؤكدًا التزام الوزارة بمبدأ الشفافية والتواصل المستمر مع مختلف الأطراف المعنية، وعلى رأسهم محررو ملف التعليم، الذين وصفهم بأنهم شركاء في دعم تطوير التعليم.
استعدادات مشددة لامتحانات الثانوية العامة
وأوضح وزير التربية والتعليم أن الوزارة تعمل على قدم وساق لضمان انتظام امتحانات الثانوية العامة وتوفير بيئة آمنة ومنضبطة للطلاب، مشيرًا إلى تنفيذ إجراءات أمنية مشددة تشمل زيادة عدد أفراد الأمن في اللجان، وتنظيم عمليات دخول الطلاب، وتوزيع أوراق الإجابة في الوقت المناسب لتفادي أي تأخير.
وأشار إلى أن الامتحانات ستُعقد وفقًا للمواصفات المعلنة دون تغيير، حيث تتضمن 85% من الأسئلة بنظام الاختيار من متعدد، و15% للأسئلة المقالية، وقد أُتيحت 12 نموذجًا استرشاديًا لكل مادة على موقع الوزارة، مع عرض نماذج الإجابات عبر قناة “مدرستنا 3”.
وكشف وزير التربية والتعليم عن الأرقام التفصيلية للامتحانات، حيث يبلغ عدد الطلاب المتقدمين نحو 813,875 طالبًا بنظاميها القديم والحديث، موزعين على 2029 لجنة على مستوى الجمهورية، من بينها لجان في السجون والمستشفيات وللطلاب المكفوفين وطلاب مدارس المتفوقين.
مواجهة الغش وتعزيز الانضباط
وشدد وزير التربية والتعليم على منع دخول الهواتف المحمولة والأجهزة الإلكترونية إلى اللجان، مع تطبيق آليات رقابية جديدة لضمان النزاهة وتكافؤ الفرص، مؤكدًا أنه سيتم نشر فيديوهات توعوية للطلاب لتوضيح آليات كتابة البيانات والإجابة على الأسئلة.
نظام البكالوريا المصرية: رؤية جديدة للمستقبل
وفيما يتعلق بنظام البكالوريا المصرية، أوضح وزير التربية والتعليم أنه يستهدف تخفيف الضغط النفسي على الطلاب والأسر، من خلال منح الطلاب حرية اختيار مسارهم التعليمي، وتوفير بدائل تقييمية متعددة بدلًا من الاعتماد على امتحان واحد. وأضاف أن 88% من أولياء أمور طلاب الصف الثالث الإعدادي أبدوا تأييدهم للمقترح بعد استبيان موسع.
وأكد أن النظام الجديد سيكون اختياريًا بعد إقرار التعديلات التشريعية، وأن مادة التربية الدينية ستكون خارج المجموع، مع اشتراط تحقيق نسبة نجاح 70%.
استراتيجية تطوير التعليم: مواجهة التحديات وتحقيق التحول
استعرض وزير التربية والتعليم ملامح الاستراتيجية الوطنية للتعليم قبل الجامعي، التي تضع تحسين جودة التعليم في صدارة الأولويات، مؤكدًا نجاح الوزارة في مواجهة 4 تحديات مزمنة خلال العام الدراسي، من خلال بناء 150 ألف فصل جديد خلال 10 سنوات، مما خفّض الكثافة إلى أقل من 50 طالبًا في معظم المدارس.
وأشار إلى أن الوزارة تخطط لإلغاء الفترات المسائية خلال عامين، بالتعاون مع هيئة الأبنية التعليمية، كما تم افتتاح 98 ألف فصل جديد هذا العام وحده، مما ساهم في سد 90% من عجز المعلمين، وتجاوز نسبة 99% في المواد الأساسية، بدعم من إجراءات مثل تعديل الخريطة الزمنية وزيادة أجر الحصة والاستعانة بالمعلمين المحالين إلى المعاش.
إصلاح المرحلة الثانوية وتطوير المناهج
أكد وزير التربية والتعليم أن المرحلة الثانوية شهدت إعادة هيكلة جذرية، حيث تم تقليص عدد المواد من 32 إلى ما بين 6 و8 مواد سنويًا، مع زيادة عدد ساعات التدريس إلى 100 ساعة لكل مادة، بما يتماشى مع المعايير الدولية ويتيح تعميق الفهم وتنمية المهارات.
وكشف عن إعداد كتيبات جديدة للعام الدراسي المقبل تشمل التقييمات والواجبات والأسئلة لتدريب الطلاب بشكل فعّال.
نقلة نوعية في التعليم الفني والمدارس اليابانية
أشار عبد اللطيف إلى التوسع الكبير في مدارس التكنولوجيا التطبيقية، التي ستصل إلى 90 مدرسة العام المقبل، بالشراكة مع القطاع الخاص ودول مثل ألمانيا وإيطاليا وفرنسا. كما أكد أن المدارس المصرية اليابانية تقدم نموذجًا تعليميًا متميزًا، ويبلغ عددها 55 مدرسة في 26 محافظة.
مبادرات لدعم صحة الطلاب وتحسين البيئة المدرسية
استعرض الوزير المبادرات المشتركة مع الوزارات والمنظمات الدولية، مثل “عيون أطفالنا مستقبلنا” لفحص نظر 7 ملايين طالب، وبرنامج تنمية مهارات القراءة والكتابة بالتعاون مع اليونيسف، بالإضافة إلى مبادرة “الوجبة الساخنة” التي توفر وجبات متكاملة لأكثر من 13 مليون طالب.
وأكد الوزير على جهود تحسين البيئة المدرسية، مشيرًا إلى تشجير أكثر من 17 ألف مدرسة ودهان 119 ألف فصل، ضمن خطة شاملة لتحسين المناخ التعليمي.
متابعة ميدانية مستمرة وتفاعل مباشر مع الواقع
اختتم وزير التربية والتعليم تصريحاته بالتأكيد على حرصه على التفاعل المباشر مع الميدان التعليمي، حيث زار أكثر من 400 مدرسة في 24 محافظة خلال العام الدراسي، للتعرف عن قرب على التحديات والفرص، مؤكدًا أن الإصلاح الحقيقي يبدأ من الواقع ويعتمد على الشراكة مع المجتمع.