تدخل مايكروسوفت في تعاون استراتيجي مع شركة Palantir المتخصصة في تحليل البيانات، والتي تُعرف بعملها السري ودورها المثير للجدل في تمكين إدارة الهجرة والجمارك الأمريكية (ICE) من العمل كوكالة مراقبة داخلية، هذه الشراكة تهدف إلى دمج منتجات Palantir مع الأدوات السحابية الحكومية لمايكروسوفت، بما في ذلك خدمة Azure OpenAI، بهدف تقديم حلول تقنية متطورة للوكالات الحكومية الأمريكية.
تأتي هذه الشراكة في إطار مساعي مايكروسوفت وPalantir لتزويد وكالات الدفاع الأمريكية بمنتجات مبتكرة، حيث سيتم التركيز على تطوير أدوات متقدمة للتعامل مع الخدمات اللوجستية والتعاقد وتخطيط العمل، ورغم أن هذه الأهداف تبدو عامة وغير مثيرة للقلق، إلا أن الطبيعة السرية لعمل Palantir تجعل هذه المصطلحات تحتمل معاني متعددة.
تُعرف Palantir باستخدام برامجها في تتبع وقمع المعارضة، وقد تأسست الشركة على يد بيتر ثيل، الملياردير الذي يدعم ويمول قضايا اليمين المتطرف، فلسفة ثيل السياسية، التي وصفها كاتب سيرته الذاتية بأنها “قريبة من الفاشية”، تعكس رؤيته المتشددة في إدارة الشركات والحكومات، ففي كتابه “صفر إلى واحد”، عبّر ثيل عن إعجابه بإدارة الشركات الفردية مقارنة بالحكومات الديمقراطية، مشيرًا إلى أن الشركات تتمتع بمرونة أعلى بفضل وجود صانع قرار واحد.
هذه الشراكة بين مايكروسوفت وPalantir أثارت العديد من التساؤلات والانتقادات، خاصة في ظل الجدل المستمر حول استخدام تقنيات Palantir في أنشطة مراقبة تعتبرها منظمات حقوق الإنسان غير أخلاقية، تعتبر هذه الخطوة امتدادًا لاستراتيجية مايكروسوفت في تعزيز وجودها في القطاع الحكومي الأمريكي، ولكنها قد تواجه تحديات من جانب منظمات المجتمع المدني التي تنتقد العلاقات الوثيقة بين الشركات التكنولوجية والوكالات الحكومية ذات الطابع الأمني.
بينما تعمل مايكروسوفت وPalantir على تعزيز تعاونهما في مجال الذكاء الاصطناعي والتحليلات المتقدمة، من المتوقع أن تتوسع هذه الشراكة لتشمل مجالات أخرى خارج الدفاع والخدمات اللوجستية، غير أن استمرار الجدل حول أنشطة Palantir وتأثيرها على الخصوصية وحقوق الإنسان قد يلقي بظلاله على هذه الشراكة ويؤثر على صورتها العامة.