كتب: ساندي حسنين
كذبة أبريل بين الحاضر والأمس ليست مزحة وتبقى خدعة تبين لنا حقيقة عالم الوهم والخداع.
كلما دنا شهر أبريل وفي كل مكان من بقاع العالم نسمع عن كذبة أبريل وتتعدد روايات بدايتها وكيف نشأت؟
ومن خلال بحثي المتواضع اتضح أن كل أمة من الأمم قد غلفتها بما يناسب بيئتها ولونها الثقافي ويصوغ أحداثها و يكسيها بطابع المكان والزمان لتخاطب الشعور وتذغذع المشاعر.
ومهما كانت أصول كذبة أبريل فهي كذب ولو كان على سبيل المزاح فكم من مزحة إنقلبت نقمة ولا براءة في الكذب ولا يوجد ما يسمى كذب أبيض
إنما قول الحقيقة مع مراعاة الطرف السامع دون لنتقاص أو إيذاء وبأسلوب يتسم بالمصداقية واختيار أحسن الألفاظ
نظر الدين للكذب على أنه أمر مشين وأن الإستمرار في عملية الكذب طوال الوقت تكتبك في عالم السماوات كذاباً وكذا في عالمنا الأرضي تفقد مصداقية الحديث وإن كنت مازحاً وتصاحبك دوماً نظرة الشك والريب ولو صدقت والصادق يكتب صديقاً وجاذبيته في صدقه تظهر فتبقى لك حرية الإختيار أين تكتب إسمك في العالمين!
يرى علماء النفس أن الكذب إضطراب نفسي وأن هناك حالات مرضية قهرية تحتاج لعلاج لإستئصال هذا الداء
أما في مجتمعاتنا لا تحتاج لكذبة أبريل فالكذب مباح طوال السنة نكذب في مواعيدنا وعلى أبنائنا وفي وعودنا
مجتمعاتنا غارقة من أعلى رأسها إلى أخمص قدميها في أقوال بلا أفعال ورائحة الكذب الكريهة تفوح من كل مكان ونتنها تشتكي منه الأرض وباقي المخلوقات
فالذي يكذب في البقاع المقدسة والأزمنة الطاهرة ويخدع ويخون وبإسم الرب المعبود يقسم ماذا ينتظر منه!
وهكذا تمضي الأيام بالرغم من علمهم التام أنهم يكذبون على بعض
وإنى أرى أن الحياة هي أكبر كذبة ولا شيء حقيقي فيها لذلك لسنا بحاجة أن تعاد في كل سنة مزحة أو كذبة ترتبط بشهر معين مثل أبريل نحن كل ما نحتاجه هم رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه وطبعاً كلمة رجال تعود على الجنسين لأن الرجولة نوع إجتماعي غير مرتبط بميكانيكية الجسد.