هواري بومدين، الاسم الحقيقي محمد إبراهيم بوخروبة، هو رمز وطني جزائري ترك بصمة فاحشة الأثر في تاريخ الجزائر المعاصر، وولد في 23 أغسطس 1932 في قالمة، الجزائر، في عائلة فلاحية متواضعة، ترك بومدين تراثًا لا يمحى من النضال والتضحية من أجل حرية واستقلال الجزائر.
عاش هواري بومدين طفولة متواضعة في قرية بني عدى بجوار جبل هوارة. في سن الرابعة، انضم إلى المدرسة في قريته، وفي السادسة من عمره التحق بمدرسة ألمابير في قالمة، عمله الشاق وقوة إرادته جعلته يرفض التعليم الفرنسي الذي كانت تفرضه السلطات الاستعمارية، وهرب إلى تونس في عام 1949 لمواصلة تعليمه.
عندما اندلعت الثورة الجزائرية في نوفمبر 1954، انضم هواري بومدين إلى جيش التحرير الوطني في المنطقة الغربية، وعمل بجد وجاهد في خدمة وطنه، وفي عام 1956 قام بتدريب وتشكيل خلايا عسكرية وحصل على تدريب في مصر، وتم اختياره مع مجموعة من رفاقه لمهمة نقل الأسلحة، أصبح معروفًا باسم “هواري بومدين” في عام 1957، في عام 1958، تولى قيادة الأركان الغربية، ثم في عام 1960 قاد جبهة التحرير الوطني عسكريًا وأصبح قائد الأركان.
في عام 1962، تم تعيينه وزيرًا للدفاع في حكومة الاستقلال، ثم نائبًا لرئيس المجلس الثوري، ومن هنا، شغل منصبًا متقدمًا في جيش التحرير الوطني وقاد منطقة الغرب الجزائري، بما في ذلك وهران من عام 1957 إلى 1960، وفي 5 يوليو 1962، وبعد الاستقلال، تم تعيينه وزيرًا للدفاع ونائبًا لرئيس مجلس الوزراء، وفي 19 يونيو 1965، قام بانقلاب عسكري أطاح بالرئيس أحمد بن بلّة وتولى رئاسة الجزائر.
تميزت فترة حكم هواري بومدين بالازدهار في جميع المجالات، خاصة الزراعة والصناعة. أسس قواعد صناعية كبيرة تعمل حتى اليوم وتسهم في تحقيق التقدم الاقتصادي للجزائر، وتأسست خلال حكمه العديد من المؤسسات الصناعية الكبرى التي أصبحت رمزًا للتنمية والاستقلال الاقتصادي، وقد حظي بتقدير كبير من قبل الشعب الجزائري على إرثه الحافل بالإنجازات.