في مؤتمر صحفي عقده مساء اليوم عقب اجتماع مجلس الوزراء، شدد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، على موقف مصر الثابت تجاه القضية الفلسطينية، مؤكداً أن هذا الموقف لم يتغير عبر الأزمات المختلفة، وسيظل دعم مصر للقضية الفلسطينية قائماً في كافة المجالات.
وأشاد بكلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال القمة العربية في بغداد، واصفاً إياها بـ”التاريخية”، حيث جدد الرئيس التأكيد على أن السلام والاستقرار في المنطقة لن يتحققا دون إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.
وفي سياق آخر، أشار رئيس الوزراء إلى الفعالية الهامة التي شهدتها البلاد صباح اليوم، وهي افتتاح موسم الحصاد لعام 2025 في منطقة “الدلتا الجديدة”، بحضور الرئيس السيسي، حيث تم افتتاح عدد من المشروعات التنموية الكبرى، بينها صوامع بطاقة تخزينية تصل إلى 500 ألف طن، ومنطقة صناعية ولوجستية ضخمة.
ولفت مدبولي إلى أن المشروع يمثل مستقبل مصر الزراعي والصناعي، إذ يتضمن استصلاح وزراعة أكثر من 2 مليون فدان، ما يوفر فرص عمل لنحو 2 مليون مواطن.
وفيما يخص الشأن الاقتصادي، أوضح مدبولي أن بعثة صندوق النقد الدولي موجودة في مصر للمراجعة الخامسة للبرنامج الاقتصادي، مشيراً إلى إشادة الصندوق والبنك الدولي بالتقدم الذي أحرزته مصر على صعيد الإصلاحات الاقتصادية.
وتوقع مدبولي أن يصل معدل النمو خلال الفترة المقبلة إلى نحو 4.5%، في ظل تحسن المؤشرات الاقتصادية، منها انخفاض التضخم والبطالة وزيادة الاستثمار الأجنبي المباشر، بالإضافة إلى ارتفاع مساهمة القطاع الخاص لتتجاوز 60% من إجمالي الاستثمارات الكلية.
وتحدث رئيس الوزراء أيضاً عن تحسن ملحوظ في تدبير العملة الأجنبية، مؤكداً أن موارد الدولة كفيلة بتغطية احتياجاتها، بما في ذلك الواردات البترولية التي تقدر بنحو 2 مليار دولار شهرياً، دون التأثير على الإنتاج الصناعي أو وجود أي قوائم انتظار للإفراج عن السلع.
وفيما يتعلق بقطاع الصناعة، استعرض مدبولي افتتاح مصنع “سوميتومو” الياباني لإنتاج الضفائر الكهربائية، والذي يعد الأكبر للشركة خارج اليابان، ويوفر حالياً نحو 2000 فرصة عمل، مع توقعات بزيادة العدد إلى 3000 بحلول نهاية العام.
كما أشار إلى افتتاح مصنع “شين شينج” الصيني لإنتاج المواسير من حديد الدكتايل في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، والذي يغطي احتياجات السوق المحلي ويوفر فائضاً للتصدير، ما يسهم في خفض فاتورة الاستيراد وتعزيز فرص العمل.
وأكد رئيس الوزراء أن الاستثمارات الكبيرة التي ضختها الدولة في المنطقة الاقتصادية بدأت تؤتي ثمارها، متوقعاً مزيداً من الاستثمارات في الفترة المقبلة، لافتاً إلى توقيع اتفاق انتفاع بالأرض الخاصة بالمنطقة الروسية في قناة السويس، في إطار جذب استثمارات أجنبية جديدة.
وعلى صعيد التخطيط الاقتصادي، أعلن مدبولي عن موافقة مجلس الشيوخ على خطة التنمية الاقتصادية والاجتماعية لعام 2025-2026، والتي تستهدف زيادة حجم الاستثمارات الكلية إلى 3.5 تريليون جنيه، مقارنة بـ2.6 تريليون في العام السابق، مع تخصيص 700 مليار جنيه لقطاعات التنمية البشرية، لا سيما التعليم والصحة، بزيادة 56% عن العام الجاري.
وفي قطاع التعدين، أشار رئيس الوزراء إلى زيارته لمنجم السكري، موضحاً أن المنجم يُعد من أكبر 25 منجم ذهب في العالم، وأن احتياطياته تكفي لعشر سنوات قادمة. وأعلن كذلك عن كشف تجاري جديد للذهب في منطقة “أبو مروات” من قبل شركة “آتون ريسورسز” العالمية، ما يبشر بمستقبل واعد لقطاع التعدين في مصر.
واختتم مدبولي حديثه بالتأكيد على أن الدولة ماضية في طريق التنمية الشاملة، مستندة إلى رؤية واضحة وخطط استراتيجية تهدف إلى تحقيق استدامة اقتصادية وتحسين جودة حياة المواطنين، في ظل التحديات الإقليمية والدولية الراهنة.