أكد كرم جبر رئيس الأعلى للإعلام، على ضـرورة الاستعداد من الآن لوظائف المستقبل، تجنبًا لعدم إهدار طاقات وموارد الدول والأفراد في نظام تعليمي لا توجد له وظائف مستقبلاً، مشيرا إلى أهمية دراسة تدريس مادة الذكاء الاصطناعي في جميع مراحل التعليم، من ناحية التقنية والمحتوى.
وقال كرم جبر، إن هناك زيادة في الحملات الموجهة من الخارج لترويج محتوى ثقافي وإعلامي يتعارض في كثير من الأحيان مع القيم الدينية والقانونية والأخلاقية للمجتمعات العربية.
وأضاف كرم جبر، أن المنصات الأجنبية تركز على محتوى للترويج لقضـايا مثـل المثلية والتطرف والإلحاد، واستغلال المدارس الأجنبية لدس مواد تعليمية تتبنى هذه الأفكار، لذلك علينا العمل على زيادة الوعي لأن المنع والحجب والرقابة أصبحوا في غاية الصعوبة.
جاء ذلك خلال مشاركته في جلسة لجنة الإعلام والثقافة والآثار بمجلس النواب، برئاسة النائبة الدكتورة درية شرف الدين، رئيس اللجنة، لاستكمال مناقشة طلب الإحاطة المقدم من النائبة أميرة العادلي، بشأن الدور التوعوي لمؤسسات الدولة الإعلامية والثقافية بمخاطر الإنترنت والألعاب الإلكترونية، بحضور الكاتب الصحفي صالح الصالحي وكيل المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، والنائبة هند رشاد والنائب نادر مصطفي وكيلي اللجنة، وأعضاء اللجنة.
وتابع: شركات التكنولوجيا الكبرى حول العالم دخلت في سباق محموم من أجل إنشاء عوالم افتراضية غامرة (ميتافيرس)، التي يمكن من خلالها أن يتعرّض الأطفال والشباب لمواد إباحية وعنصرية، لذا نحن مقبلون على كارثة جديدة على جناح السعادة المزيفة في ظل تحول كثير من مواقع الإنترنت نحو استخدام والتعامل مع الميتافيرس، خاصة في ظل غياب قواعد واضحة لتنظيم هذا العالم المسلي والشيق، ليصبح ما يمثله من مخاطر أكبر بكثير من منافعه.
ولفت إلى أن مارك زوكربيرج، المدير التنفيذي لشركة “ميتا” صرح بأنه سيكون الفرد في «ميتا فيرس» قادرًا على فعل أي شيء تقريبًا يمكن تخيّله، الالتقاء مع الأصدقاء والعائلة والعمل والتعلّم واللّعب والتسوّق والابتكار، بالإضافة إلى تجارب جديدة تمامًا لا تتناسب حقًا مع طريقة تفكيرنا عن أجهزة الكمبيوتر أو الهواتف اليوم، وأن ما يتم ممارسته على الانترنت اليوم سيصبح في السنوات القادمة نكتة سخيفة لأن القادم مذهل.
وقال إن هذا الواقع الافتراضي الجديد الذي يزعم “مارك”، أنه واقعا بديلا للواقع الحسي، يخل بالعلاقات الاجتماعية، كما سيكون لمشروع «ميتا فيرس» تداعيات تربوية خطيرة.
وأوضح، أن الثورات الصناعية الأربع السابقة كانت ثورات تمهيدية للثورة الصناعية الخامسة لكن كان التركيز الأساسي على أن تحل الألة محل الإنسان، أما الثورة الصناعية الخامسة فتعتمد على تطوير الإنسان البشري نفسه وتعتبره محور التطور التكنولوجي، عبر طريقين رئيسيين: الأول من خلال منحه سيطرة أكثر على الآلات بأن يتحكم في أجهزة إنترنت الأشياء والأجهزة ذاتية التشغيل فقط من خلال التفكير، والثاني من خلال منح الإنسان حرية أكثر للحركة في بيئته الصناعية الجديدة، لذا فهي تعتبر مزيجا بين ذكاء الإنسان والألة.