اختص الدكتور حسن هجرس، عضو تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، وعضو الهيئة العليا لحزب الجيل الديمقراطي، موقع الاتجاه، بمقالة، تحدث فيها عن شباب الجمهورية الجديدة، ومدى الاختلاف بين الأجيال الماضية والحالية، فيما يتعلق بالرؤية والأفكار والتحديات.. وإلى نص المقالة
شباب الجمهورية الجديدة ليس كشباب الماضي الذي لم يصل إلى الخبر إلا بعد البحث عن الجرائد والمجلات التي كان لا يقتنيها إلا الأثرياء، أما شباب اليوم فالعالم بأكمله بين يديه يقلبه كيف ووقت ما شاء. وهي فرصة عظيمة تتيح التفوق الفكري للأجيال الجديدة واليوم انفتاحهم على ثقافات العالم واطلاعهم على تجارب الأمم المعاصرة واستماعهم إلى أنواع مختلفة من التحاليل للحوادث المتكررة مما اختصر عليهم الزمان، فاكتسبوا خبرات هائلة ما كان لأحد من الجيل الماضي أن يكتسبها بسهولة.
في الماضي لم تكن الأخبار تنقل إلا الحوادث الكبرى ولا تصل إلا بعد انقضائها، وكذا الحال في الأمس القريب.
فعلى الرغم من وجود التلفزيونات والإذاعات في الأمس القريب إلا أنها لم تكن تصل إلا مفلترة، وموجهة الهوى، قد صُدق الحكم فيها ومُنع الاستئناف. فكان الرجل يعيش السنين الطوال ولا تمر به إلا حالات معدودة تمكنه من كسب بعض المعارف. فمن الحرب العالمية الثانية إلى حرب أكتوبر لم يسمع جيل تلك الحقبة إلا عن حوادث معدودة تدور حول حروب العرب مع إسرائيل. حوادث على قلتها وعموميتها تُسرد سردًا بطريقة واحدة وبنظرة حكومية جامدة.
لكن شباب اليوم عاش أحداث عقد من الزمن مليئة بالأحداث العظام بتفاصيلها المملة، ما بين حادثة الحادي عشر من سبتمبر وبين الثورة المصرية وما تبعها بعد ذلك.
أحداث لم يسمعها الشباب من طريق واحدة، ولا من وجهة نظر معينة.
أحداث لم تمر من خلال فلتر الرقابة ولم يمسها مقص الرقيب ولم يُجملها أو يشوهها توجيه الإعلام. هذا الكم الهائل من المعلومات كان على شباب اليوم أن ينقحها ويميز صحيحها من كذبها، وطيبها من خبيثها، فلم يجد إلا المنطق قائدا له ودليلا. هذا المنطق يصدر من عقل غض لم تفسده جمود السنين ولم تعطله تراكمات التوبيخ والتحجير، فأصبح شبابنا اليوم، وهو يملك عقلًا مستقلًا متدرًبا متعلمًا.
فلا يُقارن شباب اليوم الذين يتعرضون لهذا الكم الهائل من الخبرات والمعلومات والتحاليل عن طريق لمس شاشة صغيرة، مع شباب الأمس.
بالأمس، كان يجتمع الناس عند أحد الوجهاء ليسمعوا أحاديث العالم، فإذا قص القاص عن حروب الألمان مع البريطانيين في شمال أفريقيا فكان يتعجب الحضور كيف يقارن شباب اليوم بنا نحن، شباب التسعينيات، عندما كنا بالأمس نسترق السمع عبر شريط كاسيت إلى محدث يحدثنا بأعاجيب وغرائب فيأسر قلوبنا ويستخف بعقولنا، إذ لم نعهد آباءنا يتكلمون بها سرا ولا كيف كنا، وكيف وصل بنا الحال الى هنا؟!
فهل نحمل الشباب مسؤولية كل هذا، أم كما قال البعض من أصحاب العقول المحدودة نُحمل التكنولوجيا كل ما حل بنا؟ لكن برأيي كل ما يحدث لنا أحُمله بالدرجة الأساسية للشباب، لأنهم هم سبب الخلل الذي نحن فيه نتيجة للانخراط المفرط والانحدار تحت سقف الثقافة الغربية. أن تكون رجلًا في هذا الزمن فهذا فن، فالرجولة الحقيقية لا تكون بالملابس ولكن بما يفعله الرجال.
أضيف أن في بدايات القرن الماضي كانت الفرص أمام الشباب صعبة للغاية وكانت طرق التعبير غير متاحة ورغم ذلك فإن الشباب كان يحرص على المشاركة في الحياة السياسية واغتنام الفرص ولكن كان ذلك في أضيق الحدود ، أما اليوم فإن الفرص عظيمة والباب مفتوح وطرق التعبير والمشاركة لا عد ولا حصر لها ومن أهم هذه الفرصة الفرص التي اتاحها السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي أمام الشباب المصري من خلال المشاركة في الحياة السياسية والتنفيذية في مختلف المواقع والفرص العالمية من خلال منتدى شباب العالم وغيره من المنتديات والفاعليات، فإننا نستطيع أن نقول أن الشباب في أزهي عصورهم والدور عليهم بأن يغتنموا الفرصة ويعلنوا عن إمكاناتهم وقدراتهم على تحمل المسئولية وقيادة المؤسسات التي أتاحها لهم السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي من خلال تقديم كل ما يستطيعون من جهد وعمل وفكر ومثال على ذلك تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين مفرخة القيادة السياسية والتنفيذية.
عاشت مصر حرة عظيمة قوية بسواعد شبابها، وتحيا مصر.