أكدت دار الإفتاء المصرية متابعتها خلال الأيام الماضية لعدد من الحملات الإلكترونية التي استهدفت فتواها المتعلقة بزكاة الفطر. وأشارت إلى أن تلك الحملات من غير المتخصصين في مجال العلوم الشرعية تهدف إلى إثارة الشغب وتشويه صورة المؤسسات الدينية وثقة المسلمين بها، ونشر الفكر المتطرف الذي يتعارض مع سماحة تشريعات الإسلام.
و حذرت الإفتاء في بيان لها من أن محاولة التيارات الناشئة على صفحات التواصل الاجتماعي، التي تهدف إلى إقناع المسلمين بتبني مذهب أو رأي معين في قضية زكاة الفطر، تمثل إحدى صور التشدد.
أضافت الإفتاء إن هذه التيارات تجاهلت التوازن الذي رسمه الفقهاء في فهمهم للنصوص الواردة حول زكاة الفطر، والذي ينبغي مراعاته عند تطبيقها، وذلك من أجل مصلحة دافع الزكاة والمستحق لها.
وتوضح دار الإفتاء أنها قد شرحت بالفعل كيفية حساب الحد الأدنى لزكاة الفطر في أكثر من مناسبة، وأنها اعتمدت عدة أصناف من الطعام مثل القمح والتمر. وقد تم التنبيه على استحباب الزيادة على ذلك لمن استطاع. ومع ذلك، فإن هذه التيارات تستغل هذه المناسبات كفرصة لإثارة الجدل والنقاش وتشتيت الأفكار عن الهدف الشرعي لزكاة الفطر، وهو تخفيف حاجة الفقراء يوم العيد.
وختمت بيانها بالتأكيد مجدداً على أن قيمة الحد الأدنى لزكاة الفطر هذا العام هو 30 جنيهًا عن الفرد الواحد، ومن زاد فهو خير له.
وتم تحديد قيمة زكاة الفطر 2023 بحوالي 30 جنيهًا للفرد الواحد كحد أدنى، ويجب على كل مسلم يملك قوت يومه في رمضان أداء هذه الزكاة التي تكون بحجم صاع من القمح أو التمر أو الأرز. ويجوز إخراج قيمة الزكاة بدلاً من ذلك، وفقًا لروايات الحنفية والإمام أحمد والإمام الرملي من الشافعية، مراعاة لحاجة المستحقين لها، وهذا يدل على سعة في الأمر.
و حدد الفقهاء أشخاصًا لا يجب عليهم زكاة الفطر، فلا تجب عن الميت الذي مات قبل غروب شمس آخر يوم من رمضان، لأن الميت ليس من أهل الوجوب، ولا يجب إخراج الزكاة عن الجنين إذا لم يولد قبل مغرب ليلة العيد، كما ذهبت إليه جماهير أهل العلم، فالجنين لا يثبت له أحكام الدنيا إلا في الإرث والوصية بشرط خروجه حيًا، لكن من أخرجها عنه فحسن؛ لأن بعض العلماء -كالإمام أحمد- استحب ذلك؛ لما روي من أن عثمان بن عفان -رضي الله عنه- كأن يعطي صدقة الفطر عن الصغير والكبير حتى عن الحمل في بطن أمه، ولأنها صدقة عمن لا تجب عليه، فكانت مستحبة كسائر صدقات التطوع.